شهدت مدينة رفح الفلسطينية، اليوم السبت، قصفا إسرائيليا عنيفا ومتواصلا، واستهدفت قوات الاحتلال مناطق في شمال قطاع غزة.
وتغلق الدبابات الإسرائيلية مدينة رفح من الجنوب وتكمل تطويق “المنطقة الحمراء”، حيث أمر الجيش الإسرائيلي 100 ألف من السكان الفلسطينيين النازحين بالإخلاء، بينما سمح مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بتوسيع العمليات في المدينة الجنوبية.
وفي هذا الأسبوع، استولت إسرائيل على جانب غزة من معبر رفح الحدودي مع مصر، مما أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من المنطقة، بينما أغلقت نقطة الدخول الرئيسية إلى غزة أمام المساعدات الإنسانية.
وهذا هو أحدث عمل عدواني ضد سكان غزة، الذين قتل الجيش الإسرائيلي 35 ألفا منهم منذ 7 أكتوبر.
فرار أهالي رفح
فرّ عشرات الآلاف من الفلسطينيين من القصف الإسرائيلي والاشتباكات مع نشطاء حماس في رفح يوم الجمعة، مما أدى إلى اختناق الطرق بالعربات التي تجرها الحمير والدراجات والشاحنات الصغيرة والكراسي المتحركة.
وغادر حتى الآن أكثر من 150,000 شخص مدينة أقصى جنوب غزة منذ تلقيهم تحذيرات يوم الاثنين من الجيش الإسرائيلي بشأن عملية عسكرية وشيكة، مع تحرك معظمهم بعد الغارات الجوية وتكثيف القتال.
وقد لجأ مليون شخص إلى رفح، بعد فرارهم من القتال أو بعد تدمير منازلهم، مما أدى إلى تحويل المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة إلى مخيم مترامي الأطراف ومكتظ.
وفي الأسابيع الأخيرة، وصلت المزيد من المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر ومعبر كرم أبو سالم، حيث خففت إسرائيل النقص الحاد في الغذاء والمياه، مع انخفاض أسعار بعض الضروريات الأساسية إلى مستويات ما قبل الحرب.
وتقول وكالات الإغاثة إن لديها احتياطيات من الوقود تكفي لمدة 48 ساعة، لكنها ستضطر بعد ذلك إلى إغلاق مضخات المياه الحيوية والمخابز التي تغذي مئات الآلاف من الأشخاص.
وستضطر المستشفيات إلى إطفاء الأنوار والحد من استخدام الحاضنات وإغلاق غرف العمليات.
ولقي أكثر من 34500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، حتفهم خلال الهجوم الإسرائيلي، الذي تسبب في دمار هائل للمساكن والمستشفيات والمساجد والمدارس في عدة مدن في غزة.
وتقول الأمم المتحدة إن شمال غزة يمر بالفعل بحالة “مجاعة شاملة”.