حذرت الدكتورة سمر كشك، الاستشارية النفسية، من خطورة الكلمات في حياتنا اليومية وتأثيرها العميق على العلاقات والأشخاص من حولنا، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص لا يدركون قيمة الكلمة وأثرها في الآخرين.
وأضافت حلقة برنامج “سلام نفسي”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: “الكلمة الطيبة هي من أعظم ما يمكن أن نقدمها للآخرين، فهي قادرة على بناء جسور من الحب والتفاهم، بينما الكلمة السيئة قد تدمّر علاقات وتجعلنا نعيش في حالة من الندم.”
استشارية نفسية: الكلمة الطيبة ترفع الروح المعنوية.. والجارحة قد تدمر الحياة
وأوضحت: “الكلمة ليست مجرد أصوات نلفظها، بل هي طاقة تنقل مشاعر وأحاسيس، فقد ترفع الروح المعنوية أو تُحطم القلب، والناس قد يظنون أن كلمة جارحة يمكن أن تُنسى بسهولة، لكن الحقيقة أن بعض الكلمات قد تظل عالقة في ذاكرة الشخص لسنوات طويلة، تؤثر في شخصيته، وفي تقديره لذاته، كما أن الأطفال والشباب يتأثرون بشكل خاص بما يُقال لهم، ويمكن أن تكون كلمة واحدة سببًا في تدمير علاقاتهم مع أنفسهم أو مع الآخرين”.
وأضافت: “نحن لا نعي أحيانًا خطورة ما نقوله لأبنائنا أو لأصدقائنا أو حتى لزوجاتنا وأزواجنا، فالكلمات التي نتفوه بها قد تترك جروحًا نفسية عميقة يصعب شفاؤها.. على سبيل المثال، عندما ننتقد أولادنا أو نُحرجهم أمام الآخرين، قد نُسبب لهم شعورًا بالعزلة أو الكراهية تجاه أنفسهم”.
وتحدثت عن التأثير النفسي للكلمات على المدى الطويل، قائلة: “الكلمة يمكن أن تُحفز مشاعر سلبية قد تؤدي إلى الاكتئاب أو العزلة.. عندما يتعرض الشخص للتنمر أو الانتقاد اللاذع، يمكن أن يشعر بأنه غير قادر على التغيير أو تحسين نفسه.. وفي بعض الحالات، قد يترسخ في ذهنه اعتقاد أنه غير كفء أو غير محبوب”.
وأضافت: “المجتمع يحتاج إلى أن يعي أهمية التواصل اللغوي الذي يتسم بالاحترام والمودة.. يجب أن نكون حذرين في اختيار كلماتنا، خاصة في التعامل مع أبنائنا وأحبائنا، لأن الكلمات يمكن أن تساهم في بناء مجتمع مليء بالسلام النفسي والتفاؤل أو تهدمه”.
ووجهت رسالة إلى الآباء والمربين قائلة: “أطفالنا ليسوا مجرد أبناء أو طلاب، بل هم بشر لديهم مشاعر وأحاسيس.. كلماتنا هي التي تُشكل شخصياتهم وتؤثر في رؤيتهم للعالم.. لا ينبغي أن نقلل من قيمة الكلمة الطيبة، لأننا لا نعلم مدى تأثيرها على نفسية الشخص، ربما كلمة واحدة قد تكون سببًا في رسم الابتسامة على وجهه أو سببًا في تغيير حياته”.