ألقى الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني كلمته صباح اليوم، أثناء حضوره الإجتماع الوزاري رفيع المستوى لإعلان “مسقط” بشأن أمن الطيران الدولي.
وأعرب خلالها عن سعادته بالمشاركة وتواجده في هذا المؤتمر العالمي المقام بسلطنة عمان الشقيقة والذى يُعد خطوة هامة تعزز من مكانة السلطنة على المستوى الدولي في مجال الطيران المدني، مشيرًا إلى أهمية جلسات المؤتمر في مناقشة القضايا الحاسمة المؤثرة على أمن الطيران الدولي، كما يحدد أولويات صناعة الطيران المدني على المستوى العالمي؛ تزامنًا مع الاستعداد لإطلاق الدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية للإيكاو المقرر انعقادها في سبتمبر من العام المقبل.
وزير الطيران: العنصر البشري حجر الأساس في صناعة الطيران المدني
كما تابع وزير الطيران المدني حديثه بأن صناعة الطيران المدني تتطلب تضافر جهود جميع الدول والإرتقاء بمتطلبات الأمن والسلامة كونهما أعمدة الصناعة مع الإلتزام بالتشريعات الدولية الواردة فى اتفاقية الطيران المدني الدولي شيكاغو 1944والملاحق المكملة لها، والتي تهدف إلى تعزيز إجراءات أمن الطيران على المستوى العالمي بما ينعكس بدوره على هذا القطاع، مشددًا بضرورة مجابهة التحديات والتي تتطلب تعاون وتنسيق السياسات، وتبادل أفضل الممارسات والخبرات للنهوض بصناعة النقل الجوي والحفاظ على استدامته وضمان رحلات آمنة ومنتظمة ومتطورة للمسافرين.
كما أشار الحفنى إلى أهمية هذا التجمع الدولي كمنصة رئيسية تدعم التعاون وتعزز من الجهود العالمية بين جميع الدول الأعضاء في الإيكاو لإيجاد الحلول المبتكرة لحماية البنية التحتية للطيران من التهديدات الأمنية المتزايدة، وتنسيق الرؤى الدولية، وتفعيل مبادرات وتوصيات فعالة تساهم في معالجة التهديدات الأمنية والتي يأتي على رأسها؛ تهديدات الأمن السيبراني التي تتطور بشكل سريع، لاسيما في ظل اعتماد الصناعة المتزايد على الانظمة الالكترونية بما يعزز من قدرات الدول في حماية البنية الأساسية للطيران المدني،، موضحًا أن أهداف منظمة الطيران المدني الدولي في ذاك الأسبوع وضع ومناقشة الخطة العالمية لأمن الطيران الطبعة الثانية 2024 (GASeP) والتى تُمثل خارطة طريق تساعد على الإلتزام بالقواعد القياسية وأساليب العمل الموصى بها والخاصة بأمن الطيران ومنها: وضع أسلوب تقييم التهديدات والمخاطر ضمن جميع الإجراءات الأمنية المطلوب الالتزام بها وتطبيقها، فضلا عن نشر الثقافة والتوعية الأمنية لكافة العاملين.
كما أكد وزير الطيران المدنى على ضرورة الإرتقاء بمهارات العنصر البشرى كونه حجر الأساس الذي تُبنى عليه أي صناعة وبخاصة الطيران المدني، مما يتطلب من جميع العاملين بها أن يكونوا مؤهلين ومُدربين بحرفية عالية طبقًا للمتطلبات الدولية التي ترمو إلى تحقيق التنمية المستدامة لتلك الصناعة، حيث كان إعلان الرياض عام (2016) هو بداية الطريق للخطة العالمية لأمن الطيران ثم تلاه بعد ذلك إعلان خطة أفريقيا الإقليمية لأمن الطيران والتي تم إقرارها بمدينة شرم الشيخ عام (2017) ليؤكدان على تعاون كافة الدول لمجابهة التهديدات المختلفة لأمن الطيران والتكاتف لردع تلك التحديات التي تتطلب من جميع الدول التعاون الوثيق والبناء للإرتقاء بهذا القطاع الحيوي.
ومن الجدير بالذكر أن أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024 تناول مجموعة من الجلسات النقاشية لعدة موضوعات حيوية، من بينها الأمن السيبراني للطيران، والتوازن بين الأمن والاستدامة في قطاع الطيران، وتمكين الشباب وتعزيز التوازن بين الجنسين في هذا المجال، كما تم تخصيص جلسة شبابية سلطت الضوء على دور الشباب والمرأة في تعزيز أمن الطيران، بالإضافة إلى استعراض قصص نجاح ملهمة وتقديم توصيات عملية.
وهدفت أيضًا حلقات العمل إلى تبادل وجهات النظر والرؤى حول الطبيعة الديناميكية المعقدة لتحقيق التوازن بين مقتضيات الأمن وأهداف الاستدامة في قطاع الطيران من خلال الإستفادة من تجارب الخبراء والقادة في القطاع، بما يتيح للمشاركين في المؤتمر استكشاف النهج العلمي ومناقشة التحديات والتعرف على الفرص المتاحة لإرساء مستقبل آمن لقطاع السفر الجوي عالميًا، الذي يواجه بدوره العديد من الموضوعات الناشئة، مع الآخذ في الاعتبار التطورات المُتعلقة بالأمن ذات الصلة بحماية البنية الأساسية الحيوية، وأنظمة الطائرات غير المأهولة والموجهة عن بُعد والأمن الإلكتروني لقطاع الطيران وغيرها من الموضوعات المتعلقة بهذا الشأن.