تستضيف بكين هذا الأسبوع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعديد من الزعماء العرب الآخرين في منتدى من المتوقع أن تكون فيه الحرب الإسرائيلية على غزة في المقدمة وفي المركز.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن منتدى التعاون الصيني العربي يعكس رغبة مشتركة في بناء “علاقات قوية”، مؤكدا أن العلاقة بين الصين والدول العربية تعكس رغبة مشتركة في بناء “علاقات قوية”.
وأضاف أبو الغيط، لوكالة أنباء (شينخوا) في مقابلة أجريت معه، أن “المنتدى ربط بين الصين والدول العربية علاقة ثابتة من خلال اجتماعات منتظمة. ويعقد المنتدى كل عامين على مستوى وزراء الخارجية، ومرة كل عام على مستوى نواب الوزراء وكبار المسؤولين”.
منتدى التعاون الصيني العربي
يصادف هذا العام الذكرى السنوية العشرين لمنتدى التعاون الصيني العربي، ويعقد الاجتماع الوزاري العاشر للمنتدى في بكين.
وأشار إلى أن الصين دعت عددا من زعماء الدول العربية للمشاركة في هذا المؤتمر الذي “يعزز العلاقة بين الجانبين”.
وقال أبو الغيط: “لقد حضرت منتدى 2020 في بكين، حيث كان يجتمع جميع وزراء الخارجية العرب. وكانت المناقشات بين الجانبين مكثفة ودافئة، مما يعكس الرغبة المشتركة في بناء علاقة قوية”.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن المنتدى يعد بمثابة دفعة متعددة الأوجه للعلاقات الصينية العربية، تتراوح من تعميق التعاون السياسي والاقتصادي إلى تعزيز التبادلات الثقافية.
وأشار أيضًا إلى أن المنتدى أدى إلى مزيد من مبادرات الحوار حول تعزيز التعاون العملي بين الصين والدول العربية، مثل القمة الأولى بين الصين والدول العربية التي عقدت بنجاح في الرياض في ديسمبر 2022.
الصين ترغب في تعزيز العلاقات مع الدول العربية
وقال أبو الغيط إن الصين ترغب في تعزيز العلاقات مع الدول العربية، وإن هذه الأخيرة تحتاج إلى أن تكون أكثر انفتاحا على الصين.
وأضاف أن “الصين قوة اقتصادية نامية ولديها قدرة كبيرة على الابتكار وتوفير التكنولوجيا المتقدمة وتقديم العديد من الإلهام للعالم العربي، وهو ما يستحق اهتمامنا الكبير”.
وشدد رئيس الجامعة على أهمية المتابعات الدورية لتنفيذ هذه الخطط لضمان تقدم التعاون. وأضاف أن “منتدى التعاون الصيني العربي لديه برنامج تنفيذي يتابع كافة القرارات والإعلانات ويسعى إلى تنفيذها قدر الإمكان”.
وفيما يتعلق بآفاق التنمية المستقبلية لمنتدى التعاون الصيني العربي، قال أبو الغيط إن الأهم بالنسبة للجانبين هو الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
طريق الحزام والطريق
وفي نوفمبر 2023، وقعت الصين والأردن مذكرة تفاهم بشأن الدعم المشترك لبناء الحزام والطريق، وبذلك، وقعت الصين اتفاقيات تعاون الحزام والطريق مع جميع الدول العربية الـ22.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن “جميع الدول العربية أعضاء في مبادرة الحزام والطريق، وتلعب دورا هاما في تعزيز التعاون العربي الصيني”.
وفي معرض حديثه عن الجهود المشتركة لبناء مجتمع عربي صيني ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، قال أبو الغيط إن “هناك شعورا بالثقة المتبادلة المرتكزة على أسس متينة، وأن الجانبين ملتزمان بالتعاون المربح للجانبين بهدف تحقيق الأهداف المشتركة”. مصالح مشتركة.”
وأشاد بوجود 19 آلية عمل في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، مؤكدا أن هذه الآليات هي نتيجة عمل شاق.
وقال “وهذا يعني أن هناك 19 قطاعا يتم العمل فيها لتعزيز التعاون، مثل قطاعات الثقافة وحقوق المرأة والتجارة والإنتاج والموانئ وغيرها، وهي مجالات في غاية الأهمية وتتطلب الكثير من الجهد والابتكار والجهد”.
ومن أجل تعزيز التبادلات الشعبية، شدد على أهمية ترجمة الكتب إلى الصينية والعربية، واستضافة الأنشطة الثقافية لتعزيز العلاقات الثقافية الديناميكية.
الرئيس الصيني: لا يمكن لحرب غزة أن تستمر إلى ما لا نهاية
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الخميس إن الصين ترغب في العمل مع الدول العربية لحل القضايا ذات الصلة ببؤر الصراعات عبر سبل تفضي إلى دعم مبادئ الإنصاف والعدل وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل.
منتدى التعاون الصيني العربي
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن شي القول أمام منتدى التعاون الصيني العربي إن الصين ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية لتكون نموذجا للسلام والاستقرار العالميين.
وحول قطاع غزة، قال الرئيس الصيني إن الحرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولا يمكن للعدالة أن تظل غائبة للأبد، وإن “حل الدولتين” ينبغي تأييده بقوة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي القول “في مواجهة عالم مضطرب، فإن الاحترام المتبادل هو السبيل للعيش في وئام، كما أن الإنصاف والعدالة هما أساس الأمن المستدام”.
وجاء هذا في كلمة ألقاها شي بحضور قادة البحرين ومصر والإمارات وتونس، بالإضافة إلى وزراء خارجية بلدان أخرى أعضاء بجامعة الدول العربية.
الصين تدعو لحل الدولتين لوضع نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
ودعت بكين مرارا لحل الدولتين لوضع نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبعضوية فلسطينية في الأمم المتحدة، وهي مواقف تتفق بشكل وثيق مع مواقف الدول العربية.
وتستعرض بكين بشكل متزايد نفوذها الدبلوماسي في المنطقة إذ استضافت في أبريل أول محادثات على أرض الصين بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح الفلسطينيتين.
وتوسطت في العام الماضي في اتفاق مصالحة تاريخي بين إيران والسعودية بعد خصومة استمرت لسنوات.
وهددت أزمة غزة بالزج بالمنطقة في صراع أوسع نطاقا، خاصة بعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران في الآونة الأخيرة.
الرئيس الصيني: ندعم إعادة البناء في غزة
وقال شي إن الصين ستواصل تقديم الدعم بهدف تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية، فضلا عن دعم إعادة البناء في غزة بعد الحرب، متعهدا بتقديم 500 مليون يوان (69 مليون دولار) إضافية في شكل مساعدات إنسانية للطوارئ.
وقال إن الصين ستتبرع أيضا بثلاثة ملايين دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لدعم مساعدات الطوارئ التي تقدمها لقطاع غزة.
وأشار إلى أن الصين ستواصل التعاون مع الدول العربية في عدة مجالات منها حقول النفط والغاز والاستثمارات واسعة النطاق.
وتعهد شي بدعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة بقدرة تزيد إجمالا عن ثلاثة ملايين كيلووات في الدول العربية.
وتعد الصين من كبار المشترين للطاقة من منطقة الخليج، وفي عام 2023، بلغت التجارة الثنائية بين الصين والخليج 286.9 مليار دولار، وفقا لبيانات الجمارك الصينية. وتمثل السعودية ما يقرب من 40 بالمئة من تلك التجارة.
وأضاف شي أن الصين ستستضيف القمة الثانية بين الصين والدول العربية في عام 2026.
الصين تسعى لتعزيز التعاون في مجال الطاقة مع الدول العربية
وقال الرئيس الصيني إنه سيسعى إلى تعميق التعاون في مجال الطاقة مع الدول العربية، وذلك في كلمته أمام منتدى لزعماء المنطقة والدبلوماسيين في بكين.
وتعد الصين، التي كثفت التبادلات الدبلوماسية مع زعماء الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، عميلاً رئيسياً للدول المصدرة للنفط في المنطقة.
وقال شي، بحسب قراءة وزارة الخارجية لخطابه: “ستعمل الصين على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجال النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن السوق”.
الصين مستعدة للعمل مع العرب في مجال تكنولوجيا الطاقة الجديدة
وأضاف: “الصين مستعدة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الطاقة الجديدة وإنتاج المعدات.
وأضاف “سندعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية في المشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية بقدرة إجمالية تزيد على ثلاثة ملايين كيلووات”.
وفي أواخر عام 2022، قام شي بزيارة إلى المملكة العربية السعودية لإجراء محادثات حول تعميق التعاون في مجال الطاقة. والصين هي المشتري الرئيسي للنفط في المملكة.