مصر على أعتاب ارتفاع أسعار الخبز المدعوم والكهرباء والبنزين

كشف تصريحات المسؤولين خلال الفترة الماضية أن الحكومة مقبلة على ارتفاع في أسعار الخبز المدعوم والكهرباء والبنزين.

وبينما تتطلع الحكومة إلى خفض التكاليف، فإنها تتردد في رفع سعر الخبز المدعوم الذي تعتمد عليه غالبية السكان البالغ عددهم أكثر من 105 ملايين نسمة كجزء من برنامج أوسع لحصص السلع الأساسية.

زيادة سعر الخبز المدعوم

وقال رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، إن مصر بحاجة إلى زيادة سعر الخبز المدعوم ليعكس التكلفة الحقيقية التي تتحملها الحكومة.

وقال مدبولي، خلال جولة بأحد مصانع الإسكندرية، إن الحكومة ستسدد ما بين 20% إلى 25% من المتأخرات المستحقة لشركات النفط الأجنبية خلال الأسبوع المقبل، وأضاف أنه سيتم سداد الباقي تدريجيا.

وقال مدبولي إن تكلفة دعم الخبز أصبحت كبيرة للغاية، لكنه أصر على استمرار هذه الممارسة.

وقال مدبولي إن البلاد تنتج 100 مليار رغيف خبز مدعوم سنويا، مما يكلف الدولة ما بين 110 مليار إلى 115 مليار جنيه (2.3 مليار إلى 2.4 مليار دولار)، لكن ما تحصل عليه الحكومة من بيع الخبز هو 5 مليارات فقط.

وأكد أنه على الرغم من استمرار دعم الخبز، إلا أنه كان لا بد من إجراء تعديلات لتعكس الزيادات الكبيرة في التكاليف.

وأشار إلى أن الدولة تبيع الرغيف الواحد بـ 5 قروش، ليصل إجمالي الإيرادات إلى 5 مليارات جنيه فقط.

وآخر مرة تم فيها رفع سعر الخبز المدعوم في مصر كان عام 1988. واعتبارًا من عام 2022، تكلف الدولة إنتاج كل رغيف 65 قرشًا.

وفي أبريل، أعلن وزير التموين والتجارة الداخلية علي مصيلحي، تشكيل لجنة عليا لمراقبة أسعار الخبز في ظل التغيرات في أسعار الدقيق.

ويبلغ إجمالي استهلاك مصر من القمح نحو 18 مليون طن سنويا، يذهب نصفها لإنتاج الخبز المدعوم.

انقطاع التيار الكهربائي

وبشأن الكهرباء، قال مدبولي إنه وجه وزير الكهرباء والطاقة محمد شاكر ووزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا بوضع خطة لوقف انقطاع التيار الكهربائي في موعد أقصاه نوفمبر أو ديسمبر.

وأشار إلى أن ذلك سيتطلب موارد للحصول على موارد بترولية كافية.

وكلف رئيس الوزراء شاكر بإعداد خطة مدتها أربع سنوات لتعديل أسعار الكهرباء تدريجيا، مع ضمان الدعم للأسر ذات الدخل المنخفض.

ومع ذلك، أكد أن الدولة لا تستطيع تحمل التكاليف المتزايدة لهذا الدعم إلى أجل غير مسمى.

وبدأ برنامج فصل الأحمال في يوليو 2023 لتخفيف الضغط المتزايد على شبكة الغاز في البلاد التي توترت بسبب ارتفاع درجات الحرارة واستخدام مكيفات الهواء.

استبدال الدعم العيني

خلال تصريحات متلفزة، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء محمد الحمصاني إن هناك رؤية بمقترح من البعض بإمكانية استبدال الدعم العيني حتى يكون نقديا.

وأضاف “بمعنى أن الفرد الواحد في البطاقة التموينية يحصل على 500 أو 1000 جنيه في الشهر الواحد، مع مراعاة أن تتم زيادة هذا المبلغ سنويا بطبيعة الحال مراعاة للتضخم”.

وأشار إلى أنّ “هذا المقترح يحتاج إلى حوار مجتمعي لدراسة مدى إمكانية تطبيق الفكرة”.

وبدوره، قال الإعلامي عمرو أديب إنه يفهم من تصريحات رئيس الوزراء أنه لن يتم إلغاء الدعم، ولكن سيتم تحريك السعر، حيث سيتحمل المواطن جزءا من التكلفة.

وتوقع عمرو أديب أن تحرك الحكومة سعر البنزين الفترة المقبلة، خاصة أن رئيس الوزراء أكد أن الدولة مضطرة إلى رفع الأسعار.