زار وزير الخارجية سامح شكري روسيا هذا الأسبوع لحضور اجتماع وزراء خارجية البريكس في نيجني نوفجورود، حيث شارك في جلستين، إحداهما حول التعاون بين دول البريكس في القضايا الدولية والإقليمية والثانية حول آليات التعاون مع الدول الشريكة.
أُسست مجموعة البريكس في يونيو 2009 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وفي يناير 2024، تم قبول مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كأعضاء كاملي العضوية.
بوتين: نظام عالمي أكثر عدالة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قمة البريكس المقبلة، التي ستعقد في مدينة كازان الروسية في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر، ستخصص لإقامة نظام عالمي أكثر عدالة والتركيز على السياسة والأمن والاقتصاد والمال والعلاقات الثقافية والإنسانية.
وعقد شكري خلال الزيارة اجتماعات ثنائية مع وزراء الخارجية المشاركين. وعقد شكري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، اجتماعا تركزت فيه المحادثات حول الحرب المستمرة في قطاع غزة، والحرب في أوكرانيا، وتعزيز التعاون بين البلدين.
وأطلع شكري لافروف على جهود الوساطة المصرية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ورحب بالاقتراح الروسي لعقد اجتماع لوزراء خارجية روسيا وخمس دول عربية لمعالجة الصراع وإحياء عملية السلام.
كما تناول الدبلوماسيان الحرب في أوكرانيا والحرب الأهلية في السودان، مؤكدين أهمية إيجاد حل للصراع السوداني يحفظ مؤسسات البلاد.
العلاقات الروسية المصرية
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد إن الوزيرين أعربا عن ارتياحهما للتطورات الإيجابية في العلاقات الثنائية.
وشددا على التقدم المحرز في تنفيذ المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع محطة الضبعة للطاقة النووية.
وأشاد شكري بقيادة روسيا بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة البريكس، وأكد اهتمام مصر بالمشاركة في مبادرات البريكس.
منتدى سان بطرسبرغ
وزار وزير النقل كامل الوزير ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية هالة السعيد روسيا للمشاركة في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي السابع والعشرين، حيث حضر الوزير الاجتماع الأول لوزراء النقل لدول البريكس المنعقد في هامش المنتدى .
وفي حديثه أمام مائدة مستديرة عقدها رجال أعمال مجموعة البريكس، قال الوزير “إن مصر ستستخدم كل نفوذها السياسي والاقتصادي والتجاري لتعزيز علاقتها مع دول البريكس”.
استعداد القاهرة للتعاون مع دول البريكس
وأكد استعداد القاهرة للتعاون مع دول البريكس لتحسين الاتصال وتنويع الاقتصاد، وسلاسل التوريد، وتطوير طرق نقل دولية مبسطة بين الأعضاء.
وأشار الوزير إلى التقدم الذي أحرزته مصر في تطوير البنية التحتية للنقل بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية وفي إطار رؤية مصر 2030 الطموحة.
وقال إن قطاع النقل يمثل أحد المحاور الأساسية لهذه الرؤية وهو أهم عامل في التنمية والتطور..
وشدد على أهمية موقع مصر على مفترق الطرق بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، وأهمية “قناة السويس، الممر المائي الدولي الأول في العالم، لسلاسل الإمداد العالمية”، وأوجز خطط وزارته الطموحة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي. مركز للخدمات اللوجستية والنقل.
اجتماع وزراء النقل لدول البريكس
وقال عمرو السمندوني، الأمين العام لشعبة النقل واللوجستيات بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن اجتماع وزراء النقل لدول البريكس انتهى بتوصية بأن تعمل الدول الأعضاء على تعزيز الاستثمارات في النقل البري والبحري والجوي والخدمات اللوجستية.
وقال السمندوني إن الوزير استغل الاجتماع لترويج الاستثمار في أربع مناطق صناعية مصرية: السخنة بالسويس، غرب القنطرة، ووادي التكنولوجيا بالإسماعيلية، والمدينة الصناعية ببورسعيد.
استكشاف آفاق جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة
وفي الوقت نفسه، نظمت وزارة التعاون الدولي، بالتعاون مع بنك التنمية الجديد لمجموعة البريكس، ندوة تحت عنوان استكشاف آفاق جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر يومي 11 و12 يونيو.
وترأست رئيسة البنك، رئيسة الدولة البرازيلية السابقة ديلما روسيف، مناقشات الندوة.
وتهدف هذه الندوة، وهي الأولى من نوعها التي تعقد خارج الدول الخمس المؤسسة لمجموعة البريكس، إلى تعزيز الشراكة بين مصر وبنك التنمية الجديد في مجالات الطاقة والنقل والمياه والاتصالات.
الانضمام إلى مجموعة البريكس يهدف إلى تعزيز النظام الاقتصادي العالمي
وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في كلمته أمام الندوة يوم الثلاثاء، إن قرار مصر بالانضمام إلى البريكس لا ينبغي تفسيره على أنه خطوة عدوانية ضد الكتل الأخرى.
وأضاف “في الواقع، الانضمام إلى مجموعة البريكس يهدف إلى تعزيز النظام الاقتصادي العالمي، وإعطاء وزن أكبر لبنك التنمية الجديد”.
وقال مدبولي إن الأعضاء الجدد لديهم بعض أغنى الصناديق السيادية في العالم وهم منتجون رئيسيون للنفط والغاز.
وتأمل مصر أن يساعد بنك التنمية الجديد الدول الأعضاء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على تنفيذ أجنداتها التنموية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن “هذا أمر ضروري، خاصة أن القروض الميسرة الأجل أصبح من الصعب الحصول عليها وتم تخفيض التصنيف الائتماني للعديد من الدول الأعضاء”.
وأضاف أنه لديه آمال كبيرة في أن يقوم بنك التنمية الجديد بتسهيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء من خلال استخدام العملات المحلية لمساعدتها في التغلب على تحديات النقد الأجنبي.
وخلال الندوة، أوضح بنك التنمية الجديد دعم المشروعات العامة والخاصة من خلال القروض والضمانات والمشاركة في رأس المال وتقديم المساعدة الفنية.
الشراكة الإستراتيجية المتنامية بين القاهرة وموسكو
ووقال كريم درويش، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، إن “مجموعة البريكس تضم قوى اقتصادية مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، وكان من المهم لمصر الانضمام إلى هذه القوى وتعميق العلاقات معها”.
وقال درويش إن زيارة شكري لروسيا هذا الأسبوع تعكس أيضًا الشراكة الإستراتيجية المتنامية بين القاهرة وموسكو وأن “مصر وروسيا أقامتا علاقات وثيقة تشمل التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي والعلمي والثقافي”.
وقال وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية، في المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبرغ، في 7 يونيو، إن حجم التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس بلغ نحو 25 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.