بقلم المستشار أحمد كشك
تم إحتلال فلسطين من قبل الصهاينة بمؤامرة قادها الغرب
وتم تثبيتها بصدور قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181لسنة 1947
وأصبح هذا القرار هو سند وجود اسرائيل دوليا أو هكذا قال الغرب الاستعمارى والذى أنشأ هذا الكيان فى قلب العالم الاسلامى ليسيطر على مقدرات الشعوب الإسلامية والعربية وقرارها السياسى بحيث يكون فى ذلك بديلا غير مكلف للإستعمار المباشر .
وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى هو ضرورة عربية وإسلامية ودينية . لذلك لا مناص من مشاركة كافة الشعوب والحكومات العربية والإسلامية فى هذا التحرير . بل ويجب إزاحة كل من يقف عقبة فى سبيل ذلك عن سدة الحكم فى البلاد العربية والإسلامية.
فتحرير فلسطين من شأنه تحرير إرادة جميع الشعوب العربية والإسلامية واستقلالها. والحفاظ على ثرواتها ومقدراتها.
وأوضح دليل على انتقاء ما سبق هو أن الدول العربية تمتلك أغلب بترول العالم الذى يمد الغرب الاستعمارى بالحياة ومع ذلك تعجز هذه الدول عن إمداد غزة بلتر واحد من الوقود. كما تعجز عن قطع إمدادات النفط عن العدو الإسرائيلي وامريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا التى تساعد العدو الإسرائيلي فى قتل وتدمير المسلمين والعرب فى غزة. بل تعجز عن إدخال رغيف خبز وزجاجة مياة إلى ملايين الأطفال والنساء وكبار السن فى غزه .ناهيك عن العجز فى إمداد المقاومة بالسلاح الذى يمكنها من تحرير الأرض وصيانة العرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية فى فلسطين.
ولكى يتمكن المسلمون من تحرير فلسطين فلابد من القيام بعدة خطوات نوجزها فيما يلى .
اولا: يجب التنسيق بين الدول العربية والإسلامية التى ترغب فى تحرير فلسطين لعرض مسودة قرار على مجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار تقسيم فلسطين رقم ١٨١لسنة ١٩٤٧
تحت الفصل السابع.
فإذا اعترضت الولايات المتحدة على هذا القرار وهو المتوقع . فإن هذا الاعتراض يعنى زوال قرار تقسيم فلسطين وينزع الشرعية الدولية عن وجود الكيان الإسرائيلي.
ومن ثم لن يكون هناك مبرر اخلاقى أو قانونى لدى الغرب للوقوف فى وجه كل من يسعى إلى تحرير كل فلسطين.
أما إذا وافق الغرب على تنفيذ قرار التقسيم فإن هذا يعنى قيام الدولة الفلسطينية على ٤٦%من أراضى فلسطين التاريخية والتى تفوق حدود 1967.
وهنا لابد من اشتراط نزع سلاح اسراءيل النووى وتحديد الأسلحة الاخرى التى يجوز لها الاحتفاظ بها بحيث لا تكون قادرة على تهديد الدولة الفلسطينية الناشئة.
ثانيا: إلى حين تحقيق ما جاء بالبند أولا. يجب على الدول العربية والإسلامية إمداد المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا بالمال والسلاح والعتاد الذى يمكنها من الدفاع عن شعوبها فى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن ضد العدوان الصهيو أمريكى .وسواء كان هذا الامداد رسمى أو شعبى .وسواء كان فردى أو جماعى . تحت عنوان تحرير الأقصى.
ثالثاً: يجب تكوين حلف دفاعى اسلامى تكون نواته الاولى مصر والسعودية وتركيا وإيران وباكستان ومن ينضم إليهم من الدول الإسلامية التى تؤمن بضرورة تحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين.
على أن يكون لهذا الحلف علاقات وثيقة بكل من الصين وروسيا وفق شراكة اقتصادية وصناعية وتكنولوجية واضحة المعالم .
رابعا:يجب العمل على أن تبتعد الدول العربية والإسلامية عن أمريكا والدول الاستعمارية الغربية والتى بات واضحاً أنها تدمر الشر للمسلمين والعرب وأنه لا طائل من وراء العلاقات معها سوى التبعية والتخلف الاقتصادى وعدم استقلال القرار السياسي.
خامساً: يجب على الدول الإسلامية العمل على زيادة قوتها الذاتية عن طريق الاهتمام بالتعليم والصحة والصناعة والتكنولوجيا. وبصفة خاصة صناعة الأسلحة اللازمة لجعلها قوة يعتد بها فى مواجهة الدول الاستعمارية .
والتى تحمى المنجزات الصناعية والاقتصادية الأخرى.
واعتقد أن هذا الأمر من السهولة بمكان بعد ما رأينا المقاومة الفلسطينية تصنع سلاحها الذى أربك حسابات إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وكذلك بعد ما رأينا النهضة الصناعية العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية . والتى تحدث الكونجرس الأمريكي عن أنها تستطيع تدمير ربع أمريكا.
واذا ما قامت الدول الإسلامية بما يتوجب عليها على النحو السابق . فقد لا نكون بحاجة إلى حرب لتحرير فلسطين.
وستقوم الدول الاستعمارية بتفكيك الكيان الإسرائيلي الغاصب لعدم جدواة فى الحفاظ على مصالحها الاستعمارية.