محمد حسين الجداوي – أون مصر
إدانات وشجب، حناجر ترتفع أصواتها فجأة، وتنخفض فجأة، وشباب يعزف على لحن الأوطان باستخدام الهواتف الذكية، ينفس عن غضبه تجاه قضية بعينها بأسلوبه الخاص، ما بين كتابة “تويتة”، أو تغيير صورة حسابه الشخصي، أو البحث عن وسيلة للهروب بعيدًا عن الاصطدام بالقضية الأم ” القضية الفلسطينة” أو تحرير الأقصى من يد المحتل الغاشم، الذي اتخذ من قطاع غزة والضفة الغربية مسرحًا كبيرًا يكتسي بالدماء في غارات ومجازر من يوم 7 أكتوبر الماضي (طوفان الأقصى) حتى يومنا هذا.. فيما تحل الذكرى الـ 48 ليوم الأرض الفلسطيني، الجمعة 30 مارس 2024.
وجاء يوم الأرض بعد هبة الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ 48 عام 1976، معلنة عن صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ”يوم الأرض”، الذي يصادف الـ 30 من مارس من كل عام.
تتزايد أعداد المسلمين في جميع أقطار العالم الإسلامي ليتخطى حاجز ملياري شخص، حيث بلغ عدد المسلمين في العالم 2.006.770.874 شخصًا، ويمثل هذا الرقم أكثر من 25% من إجمالي سكان العالم البالغ 8.027.083.496 شخصًا، وذلك وفقاً لآخر احصائيات نشرها موقع Global Muslim” population” في شهر أبريل 2023.
والشاهد من تلك الأرقام هو أن أمة إسلامية تعدادها تخطى حاجز المليارى نسمة بمسافات، وشعوب عربية تخطت مئات الملايين من سكانها، ولكن يبقى “الندم” على ما فات.. وما هو آت “أسلوب حياة”، بكل أسف.
“أون مصر” يرصد 7 طرق مختلفة يواجه بها العرب القضايا التي تمس الأمة، أخطرها قرار ترامب “القدس عاصمة لإسرائيل”.
الإدانة والشجب
إدانة، شجب، استنكار، كلمات عهدت أذاننا على سماعها طواعية أو كرهًا عبر وسائل الإعلام المختلفة عقب كل حدث جلل، ولم ترتقي الجهات أو الأشخاص المسئولين عن تلك الإدانات والشجب والاستنكار بعد لتغيير مسمياتها حتى يستطيع من يصدرها للشعوب أن يلقى ردة فعل تناسب موقفه، الذي يذهب بعض المحللين لوصفه بـ”الضعيف”، والمسكوت عنه دائمًا ما يكون خلف الستار، دون رادع أو اقتراب، ليبقى تساؤلاً مشروعًا.. متى تنتقل الشعوب والحكومات من الشجب والإدانة إلى الرفض والصفع؟
بيانات عاجلة
بيان عاجل باسم (…) تتناقله وسائل الإعلام بسرعة البرق ردًا وإثباتًا للتواجد فى وجه الحدث، ولا تعلم إلى أي مدى كان لهذا البيان تأثيرًا أو فاعلية، وتنتشر خلف هذا البيان تصريحات بالجملة، ومداخلات، وبث مباشر، مراسلين ومراسلات، وحلقات “توك شو” مطولة، تعقيبًا على هذا البيان، ويترك المتابع للحدث أو القضية دون إجابة واضحة على تساؤلاته: أين اللغز؟ وكيف ستحل القضية؟، ولا أحد يجيب!
تويتات
الوسوم، التغريدات، البوستات، كلها مسميات استحوذ عليها العالم الافتراضي تنتقل بنا إلى العالم الحقيقي، وأصبحت مصدرًا مباشرًا للتصريحات والمعلومات، وما أن تنفجر أحد القضايا، إلا وتخرج علينا “ماسورة” من التغريدات، والبوستات، التي تعقب وتعلق على المشهد، وتصبح مادة خام لتداول الأخبار والمعلومات وأحيانًا الاتفاق أو الخناق”، ويدور الفُلك داخل هذه الدائرة، وصاحب “التويتة” ينتظر ردة فعل المتابعين، وهنا قد ينتهي دور البعض “النضالي”، تاركًا سؤال: ماذا لو لم يوجد مواقع تواصل اجتماعي؟
صورة البروفايل
غير صورة بروفايلك، جرب هذا التطبيق، مسميات في عالم افتراضي ترجمته لغة الأحداث لتفاعل جاد في ظاهره غير مؤثر أحيانًا في الواقع بحسب رأى المختصين، وغالبًا ما يكون هذا نوع من أنواع “الاستسهال” في مواجهة الأحداث المؤثرة والصعبة، والقضايا التي تمر بها الأمة، ولا يفض غبار ذلك المشهد المعتاد سوى “عمل لايك”، أو كتابة “كومنت”، تعبيرًا عن التضامن مع الحدث، ويتساءل البعض: ماذا سيحدث لو لم أرسل هذه الرسالة لـ9 أشخاص؟ أو أغير صورة البروفايل؟
عروض وتسوق
الجمعة السوداء، الجمعة البيضاء، خصومات، أوكازيون، عبارات ينتظرها الملايين عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، أو عروض المواقع الكبرى، أو رسائل الـsms، ويتصدر البحث عبر جوجل مئات الآلاف من دخول “العرب” على تلك المواقع لشراء سلع ومنتجات، تحمل صبغة الماركات العالمية، وتتصدر عروض الخصومات المشهد دون أن يلتفت البعض لما يحدث حوله من حروب واقتتال وصراعات إقليمية، أو أضعف الإيمان “أن تؤمن بقضية”!
مسابقات ومهرجانات
بروموهات جذابة، وإعلانات تكتسي بها الطرق والكباري، وتنويهات ونشرات، كلها تصب في جعبة المشاهد من وجهة نظر القنوات الفضائية لأنها ستحمل خلال حلقاتها “الترفيه” ومتعة المشاهدة، وسوف تعرض في نهاية حلقاتها “مطرب العرب الأول”، أو أفضل موهبة في “الرقص”، أو الموضة، أو الطبخ، وقد يرتقي الأمر لإقامة مؤتمرات ومهرجانات تكريم، وينشغل العالم العربي عادة بعدة برامج يُشار إليها بالبنان، منها “عرب أيدول”، و”ذا فويس”، و”ستار أكاديمي”، والتي تلقى متابعة كبيرة، ويصاحبها جدلاً واسعًا في بعض الأحيان بحسب المحللين، وتنتهي بتتويج المشاهد بصوت غنائي جديد، والعرب بـ خيبة أمل جديدة بحسب أراء الخبراء.
دوريات أوروبا
تشفير القنوات الناقلة للمباريات العالمية ليس بالمشكلة الكبيرة، فلقد اعتاد الشباب والمحبين للساحرة المستديرة على ضرب عرض الحائط لهذا العائق بالبحث عن المقاهي والنوادي الاجتماعية التي تنقل تلك المباريات، ودفع مبالغ كبيرة في سبيل الحصول على مقاعد أمامية، والحرص على ألا يفوتك دقيقة واحدة من مشاهدة سحر ميسي، وإبداع رونالدو، وخطورة نيمار، وتفوق صلاح، والدوري السعودي المدجج بالنجوم حاليًا، وإن وقع حدث جلل فلابد من الالتفات إليه عقب نهاية المباراة، ليتساءل الحكام أين ستشاهد مباراة القدس – نتنياهو هذه الليلة؟