قال الدكتور محمد عبد الدايم، عميد كلية الدعوة بالأزهر الشريف، إن من ميزات اللغة العربية، أنه لو رجعنا لأي مصطلح، سنجد له عدة معاني، مثلاً، الرحمن على العرش استوى، فهذه الكلمة لها 14 معنى أو أكثر، وهذا لكون اللغة العربية بحر.
وأوضح عميد كلية الدعوة بالأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على فضائية “الناس”، اليوم الثلاثاء: “كذلك كلمة كفر، بمعنى الستر مثلاً، وبمعنى الجحود، تقول كفر أي ستر، حتى في اشتراك بينها وبين اللغة الإنجليزية، أقول كفر، غطاء، غطاء كفر، غطاء يعني غطى قلبه بالغشاء، فأصبح غافلاً، أصبح كافراً، من معاني الكفر أيضاً المعصية، نقول فلان كافر، أي عاصٍ، ومن معاني الكفر أيضاً الجحود ومعناه الإنكار، كفرت بنعم الله، فهتدخل معنا في العقيدة، هتبقى إنكار ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنكار وجود الله سبحانه وتعالى، وإنكار الخالق، اللي هم الملاحدة، وإنكار معلوم من الدين بالضرورة، وإنكار أركان الإيمان، أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، هذه أشياء معلومة من الدين بالضرورة، المحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى”.
عميد كلية الدعوة: العقول الهشة تنتهج التكفير فى فتاويها
وأَضاف: “هل تكفير المسلمين يمكن أن يصدر عن هوى أو تعصب كما يحدث أو كما يقول البعض؟، الكارثة الكبرى، أن بعض العقول الواهية الهشة، وإحنا عارفين أن العظام إذا أصيبت بالهشاشة لا تقيم جسداً قائماً، فالعقول والأفكار الهشة التي جعلت دافع التكفير الهوى والتعصب، هذه قلوب لا تقوم أو هذه أفكار لا تعمد ولا تعتمد على دليل، أنا لازم يكون عندي هو مين اللي يكفر أصلاً، اللي كفر ده ليه مؤهلات، مش أي حد، ده القاضي الشرعي أو الفقيه المتمرس المتخصص، لجنة متكاملة من القضاة تجتمع، قضاة شرعيين متخصصين في أحكام الشريعة، ليس الأمر يعني ليس أمر الفتوى بالتكفير، أو رغم أن مسألة التكفير مسألة فقهية، وبعض الناس فاهمين أنها تحمل على العقيدة، لا، الحكم فيها فقهي شرعي كما قال سيدي ومولاي الإمام أبو حامد الغزالي في كتاب “الاقتصاد في الاعتقاد” وفي “فصل التفرقة”، وقال به الإمام السبكي، وقال به الأشاعرة وغيرهم من العلماء”.