وكالات
استنتج فريق دولي من العلماء أن عمر الكون يمكن أن يقدر بـ26 مليار سنة، وليس بـ17 مليار سنة تقريبا كما يعتقد الآن، بحسب كومسومولسكايا برافدا.
أضيفت منذ عامين إلى قائمة الـ4 المجرات التي تم رصدها على حافة الكون بواسطة تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي مجرة خامسة، وهي ZF-UDS-7329. وأطلق على جميعها تسمية “المجرات المستحيلة”. وذلك بحسب العلماء من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا وسويسرا وألمانيا والدنمارك في مقال نشرته مجلة Nature.
وتقع جميع المجرات المكتشفة على مسافة أكثر من 13 مليار سنة ضوئية من الأرض. ويتجلى ذلك من خلال ما يسمى بالانزياح الأحمر، ويعني ذلك أن هذه المجرات تشكلت في فجر الكون، أي بعد بضع مئات الملايين من السنين فقط من الانفجار الكبير، الذي تسبب، كما يعتقد، في ولادة الكون.
يذكر أن الكاميرا الحساسة (NIRCam) التابعة لتلسكوب “جيمس ويب” تكتشف الأشعة تحت الحمراء القادمة من الأجرام الفضائية البعيدة، والتي تصل إلينا بشكل مشوّه. وكقاعدة عامة، يتم نقلها إلى المنطقة الحمراء من الطيف. وتسمى هذه الظاهرة الانزياح الأحمر.
ويعتقد أن الانزياح الأحمر يظهر نتيجة لتوسع الكون. وعلى سبيل المثال فإن المجرات تبتعد وتنتشر بعد الانفجار الكبير. وكلما ابتعدت المجرة كلما زادت سرعة ابتعادها وزاد الانزياح الناتج عن ذلك.
وفقا للأفكار السائدة حاليا، فإن الانفجار الكبير وقع منذ 13.8 مليار سنة. لذلك، كانت تلك المجرات الخمس التي أرسل التلسكوب صورها، من بين أولى المجرات التي ظهرت عندما كان الكون في مهده. ومع ذلك، فإنها تبدو أكبر سنا بكثير، كما لو أنها تطورت منذ مليارات السنين.
وعلى سبيل المثال، فإن مجرة ZF-UDS-7329 أكبر من مجرة درب التبانة التي تحتوي على مئات المليارات من النجوم. فكيف يمكن أن يظهر هذا العدد الهائل من النجوم خلال مئات الملايين من السنين فقط؟.
ويعتبر علماء الفيزياء الفلكية ZF-UDS-7329 مجرة مستحيلة شأنها شأن “أخواتها” البعيدة والهرمة، لأنها لا تتناسب مع أفكارهم حول الكون.
وافترض راجندرا غوبتا الأستاذ في جامعة أوتاوا الكندية منذ عامين، وقبل اكتشاف المجرة الخامسة “المستحيلة” أن السبب قد يكمن في أن الكون أقدم بكثير مما يعتقد. وقال أن عمره ربما ليس 13.8 مليار سنة، وقد يكون حوالي 26.7 مليار سنة. وفي الكون “القديم” كان من الممكن أن يكون لدى المجرات والنجوم “المستحيلة” الوقت الكافي للتشكل والتطور.
وإن الانزياح الأحمر المرصود، حسب غوبتا، قد لا يشير إلى معدل توسع الكون، بل إلى المسافة التي يقطعها الضوء، كما لو أنه يتقدم في العمر على طول الطريق وينتقل إلى الجانب الأحمر من الطيف.
يذكر أن الفرضية المتعلقة بشيخوخة الضوء تم طرحها من قبل عالم الفلك السويسري فريتز زويكي في عام 1929.