أون مصر
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة؛ وبإشراف الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؛ عقدت لجنة الإعلام، ومقررها الدكتور جمال الشاعر بالتعاون مع لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية، ومقررها الدكتور محمد مرسي؛ مائدة مستديرة بعنوان “مدونة المصطلحات الإعلامية بين السياسة والاقتصاد”.
افتتحت الدكتورة منى الحديدي الجلسة منوهة عن أهمية اختيار المصطلحات، لا سيما التي تستخدم لوصف الأحداث المهمة، وضربت مثلًا بالحدث الأبرز على الساحة الإعلامية، ألا وهو القضية الفلسطينية.
وعرض الدكتور أشرف جلال أسس المدوَّنة التي شاركه في إعدادها أيمن عبدالمجيد، عارضًا في جزئها الأول، المصطلحات التي تم رصدها وتصحيحها، ومقابلها الصحيح، الذي تقترحه المدونة.
وثمَّن الدكتور سامي الشريف الفكرة التي قامت عليها الندوة، مطالبًا أن تسهم جميع المؤسسات في دعم هذا المشروع، فالكلمات، كما قال، ليست مجرد ألفاظ، وإنما للكلمة معنى معجمي، ومعنى اصطلاحي، ومعنى دلالي، مشيرًا إلى أن الإعلام الغربي لديه أجندة موجهة يتحرك من خلالها، لكننا نستخدم تلك المصطلحات دون أن نؤصل لها، ضاربًا المثل بمصطلح “الفوضى الخلاقة”.
وأشارت الدكتورة لمياء محمود إلى ضرورة وجود عمليات تقويمية، وتعهد إدراك الصغار بالرعاية وتصحيح المفاهيم وتعديل المصطلحات أولًا بأول.
وطرح الكاتب علي عطا عددًا من التساؤلات حول المصطلحات الواردة في المدونة وكيفية الوصول إليها، وتطبيقها، وتدريب العاملين بمجال الإعلام عليها؟
وناشدت الدكتورة تغريد حسين المسئولين من خلال كلمتها لدعم قناة النيل الدولية، بحيث تكون كيانًا قويًّا قادرًا على الرد، وفاعلًا على المستوى الدولي، كما طالبت بتدريب الكوادر الإعلامية؛ واجهة مصر التي نحرص على تصديرها للعالم.
مقترحات وتوصيات هامة
وأشار الدكتور بشير عبدالفتاح إلى مدى جاذبية عنوان المائدة، لكنه أعرب عن أسفه لعدم تحقق ذلك على أرض الواقع، مطالبًا بتشكيل لجنة من السياسيين والإعلاميين وخبراء اللغة لضبط المصطلحات المستخدمة بمهنية وحرفية عالية.
وأوضحت الدكتورة هالة أبو علم إلى أن هناك حاجة ماسة إلى ضبط عدد من المصطلحات، وعلى رأسها “الحضارة المصرية القديمة”، وليست الحضارة الفرعونية.
كما أشارت إلى أهمية تغيير صورة المسجد الأقصى المنتشرة على شاشات التلفزيون المصري، وهي صورة لقبة الصخرة، لا للمسجد الأقصى.
وتحدث الدكتور عثمان أحمد عثمان عن ضرورة استخدام المنهج العلمي، موضحًا أن الإعلام هو المحرك الأساسي للأزمات، ومشيرًا إلى غنى اللغة العربية، وثراء جذورها اللغوية.
وأشار الكاتب عبدالله حسن إلى دور الإعلام المهم حتى إنه وصف ما يحدث بأنه معركة عسكرية ومعركة إعلامية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وشدد الكاتب أيمن عدلي على مدى حاجتنا إلى انضباط لغوي، مشيرًا إلى أننا نفتقر إلى ثقافة التعلم ووجود القدوة، ومؤكدًا ضرورة وجود استراتيجية إعلامية في ظل تطبيق صارم للقانون، داعيًا إلى عودة ماسبيرو إلى عصره الزاهي، وتفعيل دوره الحقيقي الذي ظل منوطًا به لفترة طويلة.
وتساءل الدكتور جمال الشاعر عن فخ المصطلحات، وهل هو في مجال الإعلام فقط، راجيًا أن تتسع المدونة لتشمل المصطلحات الاجتماعية، وليس الإعلامية فقط، محملًا الخبراء مسئولية تبسيط الثقافة للناس، ومؤكدًا أن ضبط المصطلحات سيجنبنا الخوض في صراعات كثيرة.
وألقى الكاتب أيمن عبدالمجيد التوصيات النهائية للمائدة، والتي تتلخص في: تشكيل لجنة دائمة لرصد المصطلحات التي تستحدث؛ ذات الصلة بالقضية، وفحص مدلولاتها، وطرح المصطلح البديل الدقيق، صك مصطلحات عربية، تعبّر بدقة عن القضية وما يحدث على الأرض، توصية وسائل الإعلام بتسليط الضوء على الأبعاد الشاملة للآثار التدميرية للعدوان، توصية القنوات الفضائية والصحف -ورقية وإلكترونية- بصك شعارات تناسب الواقع وتختصر الرسالة.
وأيضا تجنب (غسيل الأخبار)، وهو عملية تمرير أخبار زائفة عبر أكثر من وسيلة لإكسابها المصداقية، والعمل على التنسيق بين اللجنة عبر المجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للإعلام، والهيئتين الوطنية للصحافة والوطنية للإعلام لتعميم تلك المصطلحات والتوصيات وتفعيلها، مع الاهتمام في المؤسسات ونقابتي الصحفيين والإعلاميين بدورات تدقيق المصطلحات، والتوجه نحو إنتاج المعرفة، ودعم قناة النيل الدولية، وتأكيد أن مشروع المدونة أمن قومي، ولها دور في تحقيق الأمن الإعلامي.