أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، حفلا لتكريم العلامة الدكتور أحمد فؤاد باشا، رئيس اللجنة العلمية لمركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق.
جاء التكريم بمناسبة اختياره شخصية العام التراثية في الوطن العربي من قبل معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية. وأقيم ذلك الحفل تقديرا وعرفانا للإسهامات العلمية التي قدمها الدكتور أحمد فؤاد باشا وخاصة ما صدر عن سلسلة تراثنا العلمي التي ترأس هيئة تحريرها.
قدم الحفل د. أحمد عفيفي أستاذ النحو والصرف في كلية دار العلوم الذي افتتح كلمته بالثناء على الدور الرائد لدار الكتب والوثائق القومية في حفظ وصون وإتاحة التراث، وأشار إلى تثمينه لاختيار الدكتور أحمد فؤاد باشا من قبل معهد المخطوطات العربية كعلم مصري كبير وصاحب مدرسة علمية متفردة بما قدمه من توثيق لإسهامات المسلمين في مجالات العلوم المختلفة وفي الحضارة الإنسانية. كما شارك في تأليف عدد كبير من الموسوعات والقواميس وتم إطلاق اسمه على إحدى دفعات كلية دار العلوم.
وتحدث الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، مؤكدا أن تكريم الدكتور أحمد فؤاد باشا يأتي تعبيرا عن شكر دار الكتب والوثائق القومية له وتقديرها لشخصه وعلمه وهو أحد رموز العلم في مصر، وله إسهامات في الربط بين العلوم البحته ومدارس التفسير.
ومن جانبه أشاد الدكتور أحمد رجب، نائب رئيس جامعة القاهرة، بشخص وعلم الدكتور أحمد فؤاد باشا واستشهد بقول زكي نجيب محمود “عمر واحد لا يكفيني ولكني كلما قرأت كتابا أضفت إلى عمري عمر صاحبه”. ومن هنا يمكن أن نرى أهمية التراث والتراكم المعرفي الذي يصنعه أمثال الدكتور أحمد فؤاد باشا من العلماء الأجلاء. وهو لمن لا يعلم من العلماء الذين جمعوا العلم والأدب والفلسفة فهو عالم موسوعي بكل ما تحمله الكلمة.
وفي كلمته أكد الدكتور أيمن فؤاد سيد، أن هناك مدرسة فكرية مهمة في جامعة القاهرة تبنت دراسة الإسهامات العلمية للعرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية، ويعد الدكتور أحمد فؤاد باشا امتداد لهذه المدرسة المرموقة فقد أسهم بالكثير من المؤلفات في ذلك المجال فحقق تراث الحسن بن الهيثم وغيره. وقد أسس أحمد فؤاد باشا مدرسة من الباحثين في مضمار دراسة التراث العلمي والتحقيق.
ومن جانبه تحدث الدكتور عبدالكريم جبل، أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة طنطا مؤكدا أن الدكتور أحمد فؤاد باشا مدرسة موسوعية كبيرة، فقد ساهم في مجالات التأليف والترجمة والتحقيق بعدد كبير من الكتب بما تنوء به العصبة من الكتاب، ووضع الرؤية الإسلامية المستنيرة كإطار مرجعي ربط خلاله بين العلم والدين مؤكدا أنهما لا يتعارضان.
وفي ختام الاحتفالية تحدث العالم الجليل الدكتور أحمد فؤاد باشا، مطلقا برقيات سريعة من وحي اللحظة: البرقية الأولى أن الدكتور أيمن فؤاد سيد كان أحق بهذا التكريم لما قدمه من إسهامات علمية قيمة، والبرقية الثانية لشباب الباحثين حيث قال إنه بعد أن كتب حوالي ١٢٥ كتابا طيلة مسيرته بدأ يتساءل لمن يكتب؟ وأتى ذلك التكريم جوابا له ولكل باحث يرتاب في أن تثمر جهوده بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وتوجه بالبرقية الثالثة إلى دار الكتب والوثائق التي أسس فيها سلسلة تراثنا العلمي وهو التراث الذي تغافل الجميع عنه ولكن تلك السلسلة استطاعت خلال عشر سنوات إنجاز عشرين عنوانا من التراث المحقق.
وأضاف أحمد فؤاد باشا قائلا: “ودار الكتب التي اعتبرها بيتي، هى مؤسسة عريقة تتكفل بحفظ تراث الوطن وتحقيقه وإتاحته”.
واختتم أحمد فؤاد باشا كلماته بقصيدة كتبها إبان سفره في بعثه إلى الاتحاد السوفييتي بعد النكسه، يقول في مطلعها عن مصر
جاءت مزركشة الإزار
كالشمس في وضح النهار