كتبت: سلوى أبو زيد
سمير غانم توفي.. خبرا سمعته يوم 20 مايو 2021، لم اتمالك نفسي حزنا وأنا اكتبه، وسريعا مرت علي كل اللحظات الحلوة التي عشناها مع النجم الكوميدي الذي أعطي لمدرسة الخروج عن النص قيمة خاصة، رغم أن هذه المدرسة أو تتعرض دائما لانتقادات، لكن سمير غانم كان بوعي خاص يدرك جيدا متى وكيف يخرج عن النص المكتوب ليقدم فاصلا من الكوميديا بطريقة أداء نادرة.
وفي الذكرى الثالثة التي تمر على وفاة سمير غانم اليوم الإثنين، ندرك أنه لا يستطيع أحد أن يعوض زعيم الارتجال على خشبة المسرح، الذي رسم الضحكة على شفاه الجماهير سواء كان في المسرح أو التلفزيون أو السينما.
سمير غانم و شخصية فطوطة
رحل عن عالمنا سمير غانم الشهير بـ شخصية “فطوطه” بعد ان قدم أكثر من 200 عمل متنوع وحقق نجاحاً جماهيراُ كبيراً في كل هذه الأعمال الفنية التي تميز فيها بخفه دمه وارتجاله التلقائي التي يرسم البهجة على وجوه المشاهدين.
وتألق سمير غانم على خشبة المسرح في بداية حياته الفنية ومنذ انطلاقه في مجال الفن وهو يعشق المسرح وقدم أكثر من 15 مسرحيات وحقق نجاحا كبيرا، وكانت الجماهير تتهافت على المسرح لحضور العرض المسرحي المميز للنجم.
وكان يعتمد سمير غانم على الارتجال على خشبة المسرح ليصنع البهجة ويتميز، مقتنعا بأن الممثل يجب أن يصدقه الجمهور، حسبما قال في حوار تلفزيوني قديم، إذ كان يعتمد على البساطة في الأداء مع الصدق التام في تجسد الشخصيات، واضافة الكثير من روحه عليها.
مسرحيات سمير غانم
بدأ سمير غانم مشواره الفني بأدوار جادة، لكن صدفة أو خطأ ارتكبه على المسرح غير وجهته إلى الكوميديا، إذ كان يؤدي مسرحية باللغة العربية الفصحى وأخطأ في نطق الجملة البسيطة التي كان يقولها، مما اثار الضحك في صالة العرض المسرحي، وأغضب زملائه، لكنه سمع للمرة الأولى الجمهور يضحك وعرف أن مهمته هي إضحاكهم.
امتلك سمير غانم ميزة إضافة نكهة خاصة على نصوصه المسرحية، مثلما نرى في “المتزوجون” وفاصل من الارتجال مع جورج سيدهم زميله في فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي ضمت أيضا الفنان الضيف أحمد، أو “أهلا يا كتور”، “الأستاذ مزيكا، “أخويا هايص وأنا لايص”، وغيرها من المسرحيات التي لا يصيبنا تكرار رؤيتها بالملل بل نضحك مع كل جملة يقولها الفنان الراحل.
صدق سمير غانم في الأداء وارتجاله على المسرح، وعفويته الشديدة حتى في اللقاءات التلفزيونية التي كان يجريها، أحد أسباب تدفعنا إلى الوقوع في حب فنان حرص طوال حياته على ادخال البسمة على قلوب الجمهور، بل أنه عندما قدم فيلما بعنوان “الرجل الذي عطس” كان به قدرا قليلا من الدراما التراجيدية، خرج بعد ذلك في تصريح إعلامي يقول إنه يندم على أنه جعل جمهوره يبكي قليلا أو يتأثر حزنا على مصير الشخصية التي جسدها.