رحل قبل أيام عن دنيانا الأستاذ الدكتور جاد طه أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة عين شمس وأحد أبطال القوات المسلحة المصرية عن عمر ناهز 92 عاما.
أثرى المؤرخ الكبير الدكتور جاد طه المكتبة العربية التاريخية بالعديد من المؤلفات وأشرف على سيمنار قسم التاريخ بكلية الآداب، كما أشرف على المئات من الرسائل العلمية لكبار الباحثين الذين صاروا أساتذة كبارًا فيما بعد.
شارك الدكتور جاد طه في حرب اليمن حيث عينه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مراقبًا للإذاعة المصرية في صنعاء عام 1962 ، وخاض حروب يونيو 1967 والاستنزاف وحرب أكتوبر ضابطا بالقوات المسلحة المصرية، وأصيب خلال أحدها إصابة خطيرة.
نعاه اتحاد المؤرخين العرب والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، كما نعاه أساتذة قسم التاريخ بآداب عين شمس سائلين المولى عز وجل أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل علمه الذي انتفع به آلاف الطلاب في مصر والعالم العربي في ميزان حسناته.
الدكتور إبراهيم جلال ينعى المؤرخ الكبير الدكتور جاد طه
الكاتب الصحفي حسين متولى يتذكر الدكتور جاد طه
كما نعاه عدد كبير من تلاميذه بينهم الكاتب الصحفي حسين متولى والذي كتنب عنه قائلًا:
الأستاذ الدكتور جاد طه أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بآداب عين شمس والعميد الأسبق لها زمن الانتخاب 3 دورات متتالية.. سمعت عنه وقرأت كتبه وأنا فى خامسة ابتدائي بحكم ميلي للتاريخ الذي درسته شقيقتي الكبرى الراحلة تحت يديه وأساتذة القسم الدكتور عبد العزيز سليمان نوار والدكتور عادل غنيم والدكتور رأفت عبد الحميد وغيرهم. الآن فى جلسة ود مع الصديق الأستاذ الدكتور محمود زايد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر أذكر اسمه وسيرته ليرد بأن الدكتور جاد توفاه الله قبل نحو أسبوعين دون علمي أو حضوري جنازته. كان رحمه الله بطل حرب وصدفة أن كان والدى المحارب باليمن عام 1962 رفيقا له والإعلامي الإذاعي الكبير حسني غنيم. دخلت كلية الآداب بذات التخصص حبا في شقيقتي وأساتذتها الذين كنت أصادقهم وأبحث عن ألف فرصة لحنين أن تطأ قدماي كل مكان سارت فيه “هدى” وكأنني هناك كنت أتنفس من جديد.
وتابع حسين متولى : في السنة الدراسية الأولى بدأت العمل الصحفي ودرست تاريخ أوروبا الحديث مع الدكتور جاد طه الذي أسس فى ذهني فكرة الصحفي الباحث والباحث الصحفي، لا الدارس في الحالتين. وفي السنة الثانية وبحكم ترتيب مراحل الدراسة التاريخية ابتعدت عن محاضراته لكن استدعيت فكرة تأسيس أسرة “العروبة” التي باشرت نشاطا تثقيفيا جامعيا رائعا تحت إشرافه والدكتور إبراهيم جلال القريب إلى قلبي، في حضور الدكتور طارق منصور مقرر لجنة الأسر باتحاد الطلاب والمحبب إلينا جميعا. كانت المسؤولية عنوانا لكل علاقة أراد الدكتور جاد إدارتها مع الجميع حتى الطلاب، وظلت مسؤولية السؤال عنه والتواصل معه حق لأستاذ كبير عظيم بعد تخرجي. كنت أزوره في بيته قرب قسم النزهة بمصر الجديدة وكنت أرى فى مقابلته استردادا لقيمة واستعدادا لمستقبل مهما بلغ بي الأمل أو تخطيت حاجزا. الصورة في مكتبه خلال زيارة خاطفة قبل نحو 5 سنوات وقبل تفشي الكورونا.. تكررت الزيارة مرة أخرى مع اتصال هاتفي للاطمئنان عليه، لكنه رحل دون علمي ولا يستأذن الأستاذ أحدا في الرحيل. أسأل الله أن ينعم عليه بالرحمة والمغفرة والجنة وأن يجعل ما علمنا في ميزان حسناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مركز وثائق رئاسة الجمهورية
يقول الكاتب الصحفي حسين متولى: في سيرة توثيق وأرشفة تاريخنا المصري المعاصر، أذكر أن مشروع مركز وثائق رئاسة الجمهورية بدأ قبل أكثر من عقدين بمجموعة مؤرخين عظام على رأسهم الأستاذ الدكتور جاد طه، وبعد جهود تحدث عنها معي اختفت سيرة هذا المشروع، ربما في توقيت غياب زكريا عزمي عن رئاسة الديوان. مرحلة مهمة فيما بعد الحرب العالمية الثانية بدأت جهود الباحثين معها ومراحل واجهت مشكلات ربما تتعلق بنظرة الراحل هيكل المقرب من عبد الناصر لما مر عليه من وثائق، خاصة ما يتعلق بحرب اليمن وأشياء أخرى. لتكن إرادة الدولة حاضرة بعلمائها في خدمة تاريخ تصنعه الشعوب وينسب دوما للحكام والقادة.
الدكتور محمد مؤنس عوض ينعي المؤرخ الكبير
و نعاه الأستاذ الدكتور محمد مؤنس عوض أستاذ التاريخ الإسلامي والوسيط بكلية الآداب جامعة عين شمس مسجلًا سيرته وذكرياته معه عبر فيديو خاص.