اختص الجانب النبوي الصحابي الجليل معاذ بن جبل، بمنقبة عظيمة خاصة حين أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يومًا، وأقسم له بمحبته، قائلا له: «يا معاذ، والله إني لأحبك»، ومع ذلك تعامل معه الرسول في موقف آخر وجه له فيه عبارة شديدة وحادة وصارمة، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم له: «أفتان أنت يا معاذ»، ذلك الحديث الشريف الذي له قصة قد لا يعرفها الجميع، وهو ما يستعرضه هذا التقرير.
حديث «أفتان أنت يا معاذ»
وأوضحت وزارة الأوقاف قصة حديث «أفتان أنت يا معاذ»، والتي هي عنوان خطبة صلاة الجمعة غدًا 30 أغسطس، قائلة إن راعي إبل رجع من يوم عمل شاق منهكا ليصلي صلاة العشاء خلف سيدنا معاذ «رضي الله عنه»، فوجده يقرأ في الصلاة بسورة البقرة، فلم يقدر الرجل أن يكمل تلك الصلاة الطويلة، فانعزل، وصلى لنفسه وانصرف، وبلغه أن معاذا رضي الله عنه نال منه، وقال فيه: «لقد نافق الرجل»، فشكا الرجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم معاذا، وقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذا صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت في صلاتي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ، وهو من أحب الصحابة إليه: يا معاذ! أفتان أنت؟ يا معاذ! أفتان أنت؟ يا معاذ! أفتان أنت؟ فلولا صليت بـ«سبح اسم ربك»، و«الشمس وضحاها»، و«الليل إذا يغشى»؛ فإنّه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة.
معنى حديث «أفتان أنت يا معاذ»
وأوضح العلماء في تفسير حديث «أفتان أنت يا معاذ»، أن الإمام عليه أن يعلم أحوال المأمومين خلفه وأن يراعيها؛ خاصة وأن ظروف البشر ليست واحدة، كما أن المجتمعات والظروف تختلف، حيث أن البعض قد يكون عليه أشغال، وقد يقع المسجد وسط سوق أو قرب مصنع أو حقل، والمصلين يكون لديهم أشغالهم فيتوجب حينها قصر الصلاة وعدم تطويلها، وفي مكان آخر قد يكون المسجد في مكان لطلب العلم، فيمكن حينها للإمام أن يزيد من مقدار صلاته.
اقرأ أيضاً