كتبت: هبة شوقي
ترك رحيل الفنان الكبير نبيل الحلفاوي عن عمر 77 عامًا، أثرًا عميقًا في الوسط الفني والرياضي، بل وعلى المستوى الرسمي، لما قدّمه من إسهامات بارزة عبر مشواره الطويل. ومع وفاته، برز جانب خفي من شخصيته، وهو كونه شاعرًا أصدر ديوانًا شعريًا وحيدًا بعنوان “نهاية رحلة الأحزان”، في فبراير 1987، حمل في طياته قصيدة كتبها وكأنها نعيٌ خاصٌ لنفسه.
قصيدة نعي الذات
كشف الدكتور أحمد مجاهد، الرئيس الأسبق لهيئة الكتاب، عبر حسابه على “فيسبوك”، عن قصيدة من الديوان، جاء فيها:
*”في نعيي ما تكتبوش
أسامي القرايب
في نعيى لازم تنكتب
أسامي الصحاب
وصيغة الكلام
بدون النظام
وحسب الميزان
مش حسب المحبة
هتبقى كده:
صديق كل من
السعدني والصحن ولينين
فرغلي والدكتور أمين
سامي ومرعي وأحمد ياسين
يحيى وحمدي وعبد الله غيث
سامح وشامخ وعلوه وأديب
سيدهم وكيمو وسناء
والطاهر بهاء.”*
بداية رحلة الشعر
في مقدمة ديوانه، وصف الحلفاوي كيف اقتحم الشعر عالمه فجأة. كتب:
“لم ولن أفكر إطلاقًا في اقتحام عالم الشعر. الذي حدث هو أن الشعر قد اقتحم عالمي فجأة وبضراوة شديدة أذهلتني وأربكتني. قررت أكثر من مرة أن أكف عن الكتابة، لكن التدفق كان أقوى مما أستطيع مقاومته.”
وأشار إلى أن الفنان حمدي غيث، الذي كان يكتب الشعر أيضًا، شجعه على نشر قصائده. وأضاف أن أول قصيدة كتبها جاءت بعد أن استمع إلى قصة مؤلمة عن قهر معنوي تعرضت له امرأة حساسة. قال:
“في اليوم التالي، أمسكت القلم دون توقف وكتبت أولى قصائدي، محاولًا إعادة الثقة إليها.”
رؤية صلاح جاهين
سأل الحلفاوي الشاعر الكبير صلاح جاهين عن انفجار موهبته الشعرية في عمر الأربعين، فأجابه جاهين:
“أنت فنان تعمل بالتمثيل، وهذا يتطلب التعبير بالكلمة. كان هناك مركز داخلي فيك مشحونًا بالطاقة، ولمسة بسيطة فجّرت هذا الإبداع.”
على الرغم من موهبته، قرر الحلفاوي إنهاء مشواره مع الشعر، وهو ما أوضحه في تغريدة عبر منصة “إكس” ردًا على سؤال من متابع حول أخبار شعره، قائلًا:
“قمعته من زمان.”
ديوان “نهاية رحلة الأحزان” تضمن 14 قصيدة، من بينها:
القصيدة المكسورة عمدًا
دموع المسرح
موت البهجة
ترتيلة
أنشودة إيزيس
نهاية رحلة الأحزان
يبقى هذا الديوان شاهدًا على جانب آخر من موهبة الفنان الراحل، الذي عبّر بالكلمة كما تألق بالأداء.