قضت محكمة النقض، اليوم الأحد، برفض الطعن المقدم من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ”صيدلى حلوان“، على الأحكام الصادرة ضدهم وتأييد الحكم الصادر.
كانت قضت محكمة جنايات القاهرة في وقت سابق، بمعاقبة 7 متهمين لارتكابهم واقعة احتجاز وتعذيب المجنى عليه ولاء سعيد لإرغامه على تطليق زوجته الثانية، على نحو أدى إلى سقوطه من شرفة منزله ووفاته، بالسجن المشدد 10 سنوات لمتهمين و15 سنة لـ5 آخرين بتهمة قتل صيدلي حلوان .
أحال النائب العام المتهمين السبعة محبوسين احتياطيا، إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات، في ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين السبعة ارتكابهم جرائم استعراض القوة وتلويحهم بالعنف (البلطجة) واستخدامه ضد المجني عليه ولاء سعيد مصطفى زايد (صيدلي مقيم بمنطقة حلوان) بقصد ترويعه وتخويفه وإلحاق الأذى به، والتأثير في إرادته لفرض السطوة عليه وإرغامه على تطليق زوجته الثانية.
وأظهرت تحقيقات النيابة أن ستة من المتهمين اقتحموا مسكن الصيدلي المجني عليه بإيعاز من زوجته الأولى (المتهمة الأولى في القضية) وتدعى رماء حمدي عبد العاطي رشوان (صيدلانية) إذ هددوه وألقوا الرعب في نفسه وكدروا أمنه وسلامته وطمأنينته، وعرضوا حياته وسلامته للخطر، ومسوا بحريته الشخصية.
كما شملت الاتهامات قيام المتهمين باحتجاز المجني عليه وتعذيبه بتوثيقه، حيث انهالوا عليه ضربا بالأيدي وعصي خشبية محدثين به عدة إصابات.
وتضمنت قائمة أدلة الثبوت شهادات أدلى بها ستة شهود هم من جيران المجني عليه وزوجته الثانية وشقيقته، والذي أرسل إليهم عبر تطبيق (واتس آب) رسالة استغاثة طالبا نجدته، فضلا عن سماعهم لأصوات مشاجرات داخل شقة المجني عليه، إلى جانب شهادة الطبيب الشرعي الذي قام بتوقيع الكشف الطبي على جثمان الصيدلي المتوفي، وكذلك شهادة رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، والذي أكدت تحرياته حدوث وقائع الاعتداء على النحو المذكور.
وشملت أدلة الثبوت بحق المتهمين الاعترافات التي أدلى بها ستة منهم بارتكاب الاعتداءات بحق المجني عليه عبر توثيق يديه والتعدي عليه ضربا، فضلا عما ثبت من الاطلاع على بعض الرسائل النصية الهاتفية التي كان يستغيث فيها المجني عليه ببعض الشهود لنجدته من تعدي المتهمين عليه، وكذا ما تبين من رسائل بين اثنين من المتهمين تضمنت تأهب أحدهما لمؤازرة الآخر ضد المجني عليه.
وكشف التحريات الأمنية في القضية انه تنفيذا لقرار النيابة العامة في المحضر رقم 7735 لسنة 2022 إداري حلوان بشأن طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وبإجراء التحريات فقد توصلت لوجود خلافات سابقة بين المجني عليه وزوجته ريماء.ح، دكتورة صيدلانية، إذ طلقها في وقت سابق على خلفية اكتشاف علاقتها بشخصِ يُدعى محمود، سائق أوبر، وتم التوفيق بينهما بتدخل الأهل وردها إلى عصمته.
وأشارت التحريات إلى أن الخلافات استمرت نظرًا لرغبة المجني عليه في إقامة زوجته صحبته في السعودية محل عمله، إلا أنها استمرت في الرفض لرغبتها في العيش في مصر وتربية نجلهما بمصر وإدارة الصيدلية الخاصة بها، وعدم رغبتها في العيش بعيدًا عن أهلها.
وقرر ولاء الزواج من أخرى وبالفعل تزوج من المدعوة ريم، حاصلة على ماجستير في القانون، لاصطحابها للإقامة صحبته بالسعودية دون علم زوجته الأولى وان صيدلي حلوان اتفق مع زوجته الأولى على الحضور، لقضاء إجازة من المملكة العربية السعودية يوم 21 سبتمبر الماضي.
وبالفعل حضر إلا أنها اكتشفت حضوره قبل الموعد بـ5 أيام يوم 16 سبتمبر الماضي دون علمها واكتشفت زواجه بالأخرى سالفة الذكر، على أثر ذلك الخلاف بينهما صممت على الطلاق واستعانت بأهليتها في ذلك.
ذكرت التحقيقات بتاريخ الواقعة حضر والد زوجة صيدلي حلوان، وأشقائها كلا من: عمر.ح، طالب بكلية هندسة جامعة القاهرة، وعلي.ح، طالب بكلية طب أسنان جامعة القاهرة.
وصارت جلسة النقاش بينهم إلا أن النقاش احتدم بين الأطراف ثم صارت مشادة كلامية وتعدي بالقول امتد للتعدي بالأيدي بين ولاء ووالد زوجته وشقيقيها، إذ اتصل أخيها عمر بالاتصال بصديقيه كلا من: مهاب.ح طالب بكلية السون جامعة عين شمس، وسيف الدين.أ، طالب معهد هندسة 15 مايو، واللذان حضرا وقام الأول بالسيطرة على ولاء وتكتيفه بالأيدى حتى استقر الجميع على تهدئه الأمر والعودة للنقاش.
وأشارت التحريات إلى حضور صديق شقيق زوج صيدلي حلوان- المقيم بدولة ألمانيا، ويُدعى محمد.ع، أعمال حرة، والذي توصلت التحريات أنه على علاقة عاطفية آثمة بـ ريماء- زوجة المجني عليه.
وأجبروا ولاء على الاتصال بزوجته الثانية وتطليقها غيابيًا بالقاهرة، وإلا عند المأذون الذي عقد الزواج بالمنوفية ورغبة الزوجة الأولى في أن تتم إجراءات الطلاق حضوريًا وليس غيابيًا.
وعقب هدوء الموقف تمكنت زوجته ريماء، من التحصل على هاتفه المحمول ووجدت رسائل استغاثات منه لأهله والجيران وأصدقاؤه بأنه محتجز داخل شقته ويوجد بلطجية يعتدون عليه، كما وجدت ولاء في بعض المحادثات مع أهله يقوم بسبها ووصفها ببعص الصفات السيئة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع واحتدام الشجار بينهم مرة أخرى، وعلى أثر ذلك اتهمته زوجته بسرقة مبلغ 25 ألف جنيه خاصين بها وتهديده بسنجة في عدم تطليقها والالتزام بكافة حقوقها وحقوق نجلها.
وواصلت التحريات، نزل شقيقيا ريماء، وصديقيهما أسفل العقار محل الحادث، خوفًا من حضور النجدة حال تواجدهم بالشقة الأمر الذي يؤكد احتجاز المتوفى داخل مسكنه، وتبقى بالشقة كلا من المتوفى وزوجته ووالدها ونجلها يونس وصديق شقيقها محمد، الذي أدخل ولاء إلى حجرة السفرة المؤدية للبلكونة.
ونظرًا لتعرض الصيدلي لكمية من الضغوط النفسية والعصبية عليه وإجباره من قبل سالفي الذكر على تطليق زوجته الجديدة وكذا اتهامه بالسرقة من قبل زوجته ريماء والتعدي عليه بمسكنه بمعرفة أهليتها وأصدقائهم سالفي الذكر ألقى بنفسه من بلكونة الشقة وبناءً عليه حدثت الوفاة.