شهد احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة 72 ، العديد من الأحداث الهامة وكشف عن معلومات خطيرة تعرض لأول مرة من بينها أحداث الـ 28 يناير عام 2011 وهروب عشرات الآلآف من السجناء وتدمير 459 منشأة شرطية، وحرق أكثر من 3 آلاف سيارة شرطة، وإتلاف أكثر من 16 ألف قطعة سلاح وما تلها من أحداث .
البداية الاحتفال وزارة الداخلية بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي ، إلى مقر الاحتفال بالذكرى الـ(72) لعيد الشرطة، والذي يوافق 25 يناير من كل عام؛ وذلك بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
وكان في استقبال الرئيس السيسي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وتم فور وصول الرئيس، استعراض حرس الشرف، وعزف السلام الجمهوري.
النصب التذكاري لشهداء الشرطة
وبعد ذلك وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، قبل أن يتم عزف سلام الشهيد.
وسيمنح الرئيس السيسي – خلال الاحتفال – أسماء مجموعة من شهداء الشرطة، وسام الجمهورية، تعبيرا عن التقدير لتضحياتهم الغالية من أجل الوطن وتكريما لأسرهم، بالإضافة الى منح أنواط الامتياز لعدد من ضباط الشرطة، لتميز أدائهم وتفانيهم في العمل.
حضر الاحتفال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، رئيس مجلس النواب الدكتور حنفي جبالي، ورئيس مجلس الشيوخ المستشار عبد الوهاب عبد الرازق وعدد من كبار رجال الدولة.
بدأ الاحتفال بالذكرى الثانية والسبعين لعيد الشرطة الذي يعقد بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت القارئ الشاب عزت جمال.
عقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي عن دور الشرطة على امتداد مراحل النضال الوطني المصري وكيف كان أبناء رجال الشرطة دوما في طليعة المخلصين تسبق أرواحهم أجسادهم في كل موجة وطنية تكافح من أجل سيادة الوطن ورفعته.
وأشار الفيلم إلى أن الشرطة ظلت جزءا أصيلا من هذا الشعب العظيم تقدم في كل مرحلة ومعركة خاضها عبر التاريخ العديد من البطولات تجسيدا لحقيقة أن مصر محفوظة بوعد ربها وتضحيات أبنائها وهم لها فداء.
وذكر الفيلم التسجيلي، أن حكايات أبطال الشرطة وحكايات الشعب المصري منذ 70 عاما وأكثر، مشيرا إلى موقعة الإسماعيلية التي حدثت 25 يناير 1952، والتي دافع فيها رجال الشرطة عن بلدهم بكل قوة وبسالة.
واستعرض الفيلم، معركة بورسعيد عام 1956 ودور أبطال رجال الشرطة، مؤكدا أن بطولات الشرطة في حرب بورسعيد كانت ملحمة عظيمة للشجاعة والبطولة والفداء، لافتا إلى دور المرأة المصرية في هذه المعركة وأعطى أمثلة للفدائيات وبطولاتهن مثل زينب الكفراوى والسيدة فتحية الأخرس.
دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في 30 يونيو
وأوضح أن معركة مصر كلها لم تنته، مصر بخير مادام بها رجال يضحون بأرواحهم.. مشيرا إلى دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في 30 يونيو الذي كان هدفه بلده بمنتهى الشجاعة والإيمان والضمير الوطني، ولم يفكر في نفسه لحظة، ولكنه فكر كيف يحمي البلد ممن يريد أن يخطفها.. فكلنا فداء لمصر “.
وعقب ذلك تم عرض أوبريت غنائي بصوت مي فاروق بعنوان “فدا مصر”.
كما عُرض فيلم تسجيلي بعنوان “العودة” -خلال فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ 72 لعيد الشرطة- يتناول دور الشرطة في استعادة مقومات الأمن والاستقرار في مصر، وأحداث الـ 28 من يناير عام 2011 من قبل جماعة الإخوان لتنفيذ مخطط تدمير مصر، واكتمال الصورة يوم 29 يناير، عندما قامت عناصر إرهابية بالهجوم على سجن وادي النطرون وسجن أبو زعبل وإطلاق سراح السجناء وأخطر المجرمين، والذي بلغ عددهم أكثر من 23 ألف سجين، لبث الرعب والدمار في قلوب المصريين، حيث تم تسجيل معدلات قياسية لحوادث السرقة والقتل خلال ساعات بسيطة من هروبهم، وتدمير 459 منشأة شرطية، وحرق أكثر من 3 آلاف سيارة شرطة، وإتلاف أكثر من 16 ألف قطعة سلاح.
وذكر أن قوات الشرطة واجهت تحديا كبيرا لاستعادة السجناء مرة أخرى والسيطرة على الوضع والأحداث التي خرجت عن السيطرة، واستمرت رحلة البحث عن العناصر الهاربة، حيث استطاع المجرمون الهروب والتحصن ببؤر صعبة مثل بحيرة المنزلة التي تواجدت بها أكثر التشكيلات العصابية خطورة وكان هدفهم بناء دولة داخل دولة، ولكن استطاعت قوات الشرطة السيطرة على منطقة المنزلة وهي من أصعب المناطق المحصنة جغرافيا وتطهيرها.
وأضاف الفيلم التسجيلي، أن العناصر الإرهابية في القليوبية شكلت الخطر الأكبر، وكان استهدافهم أولوية لحماية المجتمع من تنفيذ مخططهم، ونجحت قوات الشرطة بالفعل في السيطرة على بؤرة من أخطر البؤر الإرهابية وضبط خلية إرهابية تضم أخطر العناصر من تجار السموم، والتي كانت من أخطر العمليات، تم تنفيذها بوسائل التكنولوجيا الجديدة، والتي تساعد في الكشف عن العناصر الإجرامية.
وتابعت: “كانت منطقة السحر والجمال هي أسوأ بؤرة لتجارة المخدرات وتجمع بها عدد كبير من الهاربين والمسلحين، واستطاعت قوات الشرطة من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة بتكوين خريطة كاملة لأماكنهم ومداهمة البؤر الإجرامية وضبط عدد كبير من الهاربين بالمنطقة”.
وتناول الفيلم أيضا انتشار جرائم خطف الأطفال وخاصة واقعة المحلة وتم تحديد الخاطفين ورجوع الطفل لأهله سالما، بالإضافة إلى جرائم سرقة السيارات، والتي تم تحديد التشكيلات العصابية من خلال التقنيات التكنولوجية الحديثة بسهولة وتتبع أثرها.
وأشار إلى أن إحباط العمليات الإرهابية يعد من أصعب المهمات التي نفذتها قوات الشرطة، وإحدى تلك العمليات كان من المقرر أن ينفذها عنصر هارب من مصر عام 2011 واستطاع الدخول لمصر من خلال جواز سفر مزور وتم التعرف عليه وتتبعه ورصده، واكتشفت الأدلة الجنائية أن التنظيم استخدم مواد متفجرة شديدة الخطورة لذلك كان يجب إحباطها في أسرع وقت.
وتابع الفيلم، أن الدولة اهتمت ببناء منظومة على أعلى مستوى من التأمين وتجهيزها بأحدث التقنيات لتتم عملية إصلاح وتأهيل للسجناء وتقويم سلوكهم لحماية المجتمع، حيث دفعت مصر ثمنا كبيرا نتيجة المؤامرة وتكبدت خسائر اقتصادية كبيرة ما زالت تعاني من آثارها حتى الآن.
عقب الفيلم التسجيلي، تم عرض فقرة غنائية بعنوان “فداك يا مصر” التي تبرز تضحيات رجال قوات الشرطة وبطولاتهم ومشاعرهم المخلصة تجاه الوطن والحفاظ عليه من كل شر يتربص به وبأمنه واستقراره.
وتظهر الفقرة الغنائية أيضا بطولات رجال الشرطة حتى يومنا هذا الذين لا يزالون يقدمون العديد من صور التضحيات ويسقط منهم شهداء خلال دفاعهم وذودهم عن تراب الوطن لتطهيره من دنس العناصر الإرهابية.
وعقب ذلك.. قال وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، كلمة خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ 72، أكد فيها أن التحديات الأمنية تتعاظم في ظل محيط إقليمي مضطرب وعالم يموج بالصراعات والمتغيرات.
وقال وزير الداخلية: “إننا في الاحتفال بالذكرى الثانية والسبعين لمعركة الإسماعيلية المجيدة، نستعيد مشاهد يوم خالد في ضمير الأمة المصرية، حين وقف رجال الشرطة ليخوضوا واحدة من أشرف المعارك ترسيخا لتلاحمهم وتكاتفهم وأبناء الشعب المصري”.
وبعد الانتهاء من كلمته.. قدم وزير الداخلية هدية تذكارية للرئيس عبدالفتاح السيسي.
و أكد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ، أن مصر ستظل صامدة في مواجهة المؤامرات والأطماع لتحيا عزيزة كريمة ، قائلا :”إن التحديات الأمنية تتعاظم في ظل محيط إقليمي مضطرب وعالم يموج بالصراعات والمتغيرات ، وقد حرصت الاستراتيجية الأمنية على التعامل الفعال مع معطيات هذا الواقع من خلال ترتيب الأولويات وتقييم المخاطر والارتكاز على أسس علمية في التخطيط لتحقيق الاستباق الأمني في مواجهة ما يهدد أمن المجتمع واستقراره”.
قال وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، تكثف أجهزة الوزارة جهودها لمواجهة كافة صور الجريمة المنظمة وفي مقدمتها جرائم المخدرات وضبط مخدرات بقيمة بلغت “9 مليارات جنيه” ليكشف عن تصاعد ملحوظ في حركتها انعكاسا للاضطرابات الأمنية بالمنطقة حيث اتخذت العصابات الإجرامية أنماطا جديدة في نشاطها ترتكز على محاولات تهريب المواد الخام ومكونات تصنيع المخدرات التخليقية لسهولة إخفائها والارتفاع الكبير لقيمتها التسويقية وتضطلع أجهزة المعلومات والمكافحة بالوزارة بالتصدي لتلك الجرائم وضبط عناصرها والتنسيق الفاعل مع القوات المسلحة لمنع تسربها للبلاد أو اتخاذها معبرا إلى دول أخرى.
ونجحت الضربات الأمنية المكثفة في تقويض عمليات تهريب المهاجرين انطلاقا من البلاد وضبط القائمين عليها وإجهاض محاولات غسل الأموال المتحصلة منها والتي بلغت العام الماضي ما يقرب من 253 مليون جنيه.
وأكد وزير الداخلية، تواصل أجهزة الوزارة بالضربات الأمنية الاستباقية والحاسمة ، وبمساندة شعبية دحرها لتلك المخططات ومنع امتداد أنشطتها إلى داخل البلاد وقطع خطوط إمدادها وتمويلها، والتي تتم بأساليب غير نمطية لمحاولة تفادى الرصد الأمني حيث نجحت الجهود الأمنية خلال العام الماضي في إجهاض 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية ، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية تقدر قيمتها السوقية ب 3,6 مليارات جنيه لتورطها في تقديم الدعم المالي لتنظيم الإخوان الإرهابي كما تحرص الوزارة على تكثيف برامج التوعية بأساليب حروب الجيلين الرابع والخامس وتفنيد الأكاذيب ، وتبصير الرأي العام بالحقائق.
ثم قام الرئيس السيسي، بتكريم أسماء شهداء وزارة الداخلية، ومنحهم أوسمة الجمهورية والاستحقاق من الطبقة الثالث ومن الطبقة الخامسة، كما منح عددًا من أعضاء هيئة الشرطة أنواط الامتياز؛ تقديرًا لعطائهم وإخلاصهم.
وخلال كلمته.. دعا الرئيس السيسي، أعضاء هيئة الشرطة وجميع الحضور؛ للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر وشهداء فلسطين.
عقب ذلك غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقر الاحتفال بالذكرى الـ (72) لعيد الشرطة، وذلك بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
لمتابعتنا على الفيس بوك أضغط هنااااا