واصل الجيش الإسرائيلي اليوم السبت قصفه قطاع غزة بعد أن أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 22 فلسطينيا قتلوا في القصف الذي ألحق أضرارا بمكتبها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتصاعدت وتيرة تبادل إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية بين إسرائيل وجماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إن الأعمال العدائية عبر الحدود يجب ألا تحول لبنان إلى “غزة أخرى”، محذرا من خطر التسبب في كارثة “فوق الخيال”.
إسرائيل تكثف ضرباتها في قطاع غزة
وجاء تحذيره في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل ضرباتها في قطاع غزة، حيث أبلغ أحد المستشفيات في مدينة غزة عن مقتل 30 شخصا على الأقل يوم الجمعة.
واستمر القتال صباح السبت، حيث أفاد شهود عيان بوجود معارك بالأسلحة النارية في مدينة غزة.
وفي حي الزيتون بالمدينة، قال شهود عيان إن طائرات هليكوبتر إسرائيلية أطلقت النار على مقاتلي حماس.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته واصلت تنفيذ عمليات في وسط غزة، وأضاف أن “مقاتلات وطائرات إضافية قصفت العديد من الأهداف في قطاع غزة، بما في ذلك منشآت تخزين أسلحة وبنية تحتية”.
يوم صعب ووحشي
وفي جنوب غزة قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة إن 22 قتيلا و45 جريحا نقلوا إلى مستشفى ميداني للصليب الأحمر بعد قصف “بمقذوفات ثقيلة” بالقرب من مكتبها في غزة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يوم X: “إن إطلاق النار على مقربة شديدة من الهياكل الإنسانية يعرض حياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني للخطر”.
وألقت وزارة الصحة في المنطقة التي تسيطر عليها حماس باللوم في القصف على إسرائيل، قائلة إن 25 قتيلا و50 جريحا في منطقة المواصي الساحلية الجنوبية، حيث يحتمي آلاف النازحين في الخيام.
ولم يعترف متحدث عسكري إسرائيلي بأي دور في الحادث لكنه قال إنه “قيد المراجعة”.
وفي شمال القطاع، نقلت وزارة الصحة في القطاع عن مدير المستشفى الأهلي في مدينة غزة مقتل 30 شخصا في الغارات.
ونقل عن الطبيب فاضل نعيم قوله “لقد كان يوما صعبا وقاسيا في مدينة غزة. وحتى الآن وصل نحو 30 شهيدا إلى المستشفى الأهلي العربي”.
وقال المتحدث باسم وكالة الدفاع المدني محمود بصل إن خمسة من عمال البلدية قتلوا عندما تم قصف مرآب للسيارات في المدينة.
كارثة تفوق الخيال
وفي الوقت نفسه، أعلن حزب الله، حليف حماس المتمركز في لبنان، مسؤوليته عن عدة هجمات على القوات الإسرائيلية والمواقع القريبة من الحدود يوم الجمعة، بما في ذلك هجومان باستخدام طائرات بدون طيار.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ عدة ضربات انتقامية في اليومين.
وقال الجيش في بيان إن طائرات إسرائيلية قصفت يوم الجمعة “موقعا عسكريا لحزب الله في منطقة الخيام وموقعا عسكريا لحزب الله في منطقة ميس الجبل وبنية تحتية إرهابية لحزب الله في منطقتي الطيبة وطلوسة في جنوب لبنان”.
وينقسم الخبراء حول احتمال نشوب حرب أوسع نطاقا بعد تسعة أشهر تقريبا من الحملة التي تشنها إسرائيل للقضاء على حماس في قطاع غزة.
خطر نشوب حرب شاملة حقيقي
ووسط تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن خطط الهجوم على لبنان “تمت الموافقة عليها والتحقق من صحتها”.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إنه “لن يسلم أي مكان” في إسرائيل من صواريخنا في حرب أوسع نطاقا، وهدد قبرص المجاورة العضو في الاتحاد الأوروبي.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش الجمعة، مستشهدا بـ”الخطاب العدائي” من الجانبين، من أن خطر نشوب حرب شاملة حقيقي.
وقال “إن خطوة متهورة واحدة أو سوء تقدير واحد يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، وبصراحة تتجاوز الخيال”.