بدأ عرض مسلسل سفاح الجيزة للفنان أحمد فهمي عن القضية التي دارت أحداثها في سنة 2020، عن تاجر تخصص في إزهاق روح كل من يعيق طريقه نحو النصب والاحتيال، حتى وإن كان صديقه المقرب أو زوجته.
من هو سفاح الجيزة؟
اسمه قذافي فراج عبد العاطي عبد الغني، مواليد محافظة الجيزة، سقط بين أيدي الأجهزة الأمنية بعد 5 سنوات من جرائم إزهاق الروح والنصب والاحتيال، وكانت حصيلة تلك الجرائم 4 ضحايا، وهم: صديقه المقرب المهندس رضا وزوجته فاطمة ونادين شقيقة زوجته وزوجة أخرى، وكانت تلك الجرائم في محافظتي الجيزة والإسكندرية، واستخدم قذافي فيها ذكاءه الشديد للتمويه والتخفي، ولم يكتف بجرائم إنهاء الحياة فقط بل كان ينتحل صفة ضحاياه وأشخاص آخرين.
تعدد الضحايا والمتهم واحد
المهندس رضا وفاطمة ونادين ويسرا أسماء وشخصيات عدة لمجرم واحد، أمعن في تقمص الأدوار طواعية، وبات بطلًا لعدد غير قليل من وقائع النصب والاحتيال وانتحال الصفة، لكن الاسم الأخير سفاح الجيزة، أُطلق عليه على غير رغبة منه بعد سقوطه في قبضة الأجهزة الأمنية، وباتت واقعة القبض عليه والتحقيقات معه تشغل حيزًا كبيرا من اهتمام الرأي العام، حتى إن وسائل إعلام أجنبية أطلقت على جرائمه الأغرب في مصر.
قصة رضا الضحية الأولى لسفاح الجيزة
صديقة المقرب رضا وكان يعمل مهندسا في السعودية اعتاد أن يرسل مدخراته إلى صديقة قذافي لكي يستثمرها باعتباره محل ثقة، دون أن يعلم أن صديقه خدعه واستولى على تلك الأموال والممتلكات، بموجب توكيل رسمي أقنع رضا بتحريره، وفي عام 2015، عاد رضا فجأة من السعودية، وطالب قذافي بتصفية الحسابات المالية، فأعد المتهم خطة شيطانية للتخلص منه، حيث دعاه إلى تناول العشاء في منزله بمحافظة الجيزة ودس له السم داخل الطعام، وخلال دقائق لفظ المهندس رضا أنفاسه الأخيرة، ودفنه القذافي في حفرة عمقها مترين داخل إحدى غرف منزله، كان قد أعدها قبل أيام من القتل ضمن خطته للتخلص من الجثة ولكي يضلل أسرة القتيل، أرسل رسالة من الهاتف المحمول الخاص بالضحية إلى زوجته، مفادها أن الشرطة ألقت القبض عليه دون تفاصيل أخرى.
حكاية فاطمة الضحية الثانية
أنهى قذافي حياة زوجته فاطمة التي استولت على 400 ألف جنيه من أمواله، لأنها كانت تخشى أن يتزوج بأخرى، وبعد محاولات لإعادة الود بين الزوجين، رفضت إعطاءه الأموال، فاستشاط القذافي غضبا من أفعال زوجته وأعد حفرة مشابهة لتلك التي دفن بها صديقه، وبعد أيام من واقعة القتل الأولى، أنهى حياة زوجته، ثم دفنها في حفرة داخل غرفة أخرى، وبجوارها مصوغات خاصة بها، بغرض تأكيد أن المال لا قيمة له، بحسب اعترافاته في تحقيقات النيابة.
نادين شقيقة زوجته الضحية الثالثة
نادين شقيقة زوجته فاطمة، وكانت تعمل في إحدى المكتبات التي استولى عليها قذافي من صديقة رضا بناء على التوكيل العام الذي حصل عليه منه، وكانت تقف عائقا أمام زواجه من شقيقتها، وهددته بفضح أمره أمام أسرتها ما لم يتوقف عن مخططه للزواج من شقيقتها، فاستدراجها لمنزله للتخلص منها بنفس الطريقة، ودفن جثمانها بجوار جثمان صديقه وزوجته السابقة، ثم أوهم أسرة نادين أن ابنتهم على علاقة بمخرج سينمائي، وأنها تهوى الفن والتمثيل، وهربت إلى إحدى الدول العربية، ما دفع الأسرة للتكتم على الأمر حتى لا يتم تحرير محضر بتغيب ابنتهم، في غضون ذلك انتحل القذافي صفة ضحيته الأولى المهندس رضا، وباع كل أملاكه وعقاراته التي استولى عليها وتوجه إلى الإسكندرية، وهناك واصل ارتكاب جرائمه.
الضحية الرابعة بالإسكندرية
بعد سفره لمدينة الإسكندرية تعرف على ضحيته الأخيرة ياسمين نصر إبراهيم، حيث خنقها وذلك عقب اكتشافها عملية النصب والاحتيال التي تعرّضت لها من قبله، بعد أن اشترك مع خطيبها في بيع شقة تملكها والحصول على مبلغها وتقاسموا المبلغ بينهما دون إعطائها أي شيء من الأموال، وأقدم المتهم على التخلص من الضحية من خلال استدراجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة وخنقها حتى فارقت الحياة، ثم دفنها داخل إحدى الغرف في المخزن، وذلك للتخلص من تهديدها له بتقديم بلاغ بعملية النصب التي تعرّضت لها إذا لم يرد أموالها.
لحظة كشف المستور والقبض عل القاتل الذكي
تم القبض على قذافي نتيجة شريط لإحدى كاميرات المراقبة، وهو يسرق محل ذهب يمتلكه والد زوجته الخامسة، وهي طبيبة صيدلانية، وكشف الفيديو أن الأسرة تعرفت على المتهم وأبلغوا الشرطة، ليتم إلقاء القبض عليه، وفي نفس الوقت كانت أسرة رضا لم تقف عن السؤال عنه وكلفت محامي للبحث عنه ووصلت معلومة لمحامي الأسرة بصدور حكم قضائي صدر ضد المهندس رضا، وعندما ذهبت الأسرة لمقابلته في سجن الاستئناف بالإسكندرية اتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو قذافي فراج فتقدمت أسرة المهندس ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وفتح التحقيق من جديد في بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا، وبمواجهة القذافي بجميع المعلومات اعترف بكافة الجرائم التي ارتكبها.
التحقيقات مع قذافي سفاح الجيزة
التحقيقات مع المتهم القذافي أو سفاح الجيزة، كشفت مفاجآت صادمة كأنها حكايات خيالية لسيناريو فيلم مثير تشبه فيلم المكالمة، إذ يستلذ القاتل بجرائمه، فتارة تحدث المتهم عن تفاصيل جريمة إنهاء حياة وأخرى يروي كواليس واقعة نصب وثالثة انتحال صفة وما بين جرائمه المتعددة بدأ يربطها خيط واحد، وهو أن المتهم استغل ذكاءه في المراوغة والهرب لنحو 5 سنوات للإفلات من رجال الشرطة.
اعترافات سفاح الجيزة
اعترافات سفاح الجيزة كشفت أنه تخلص من صديقه المهندس رضا منذ 7 سنوات، بعد النصب عليه وأخفى جثته في حفرة بشقة الطابق الأول، ثم أنهى حياة زوجته وقطع يديها ودفنها بمتعلقاتها داخل غرفة أخرى بالشقة المكونة من غرفتين وصالة، وهرب بعد ارتكاب جريمتيه في 2015 إلى الإسكندرية وهناك ظل يمارس عاداته المحببة دون أن يضل طريقه نحو النصب والاحتيال، حتى إنه انتحل ذات مرة، بحسب اعترافاته، صفة ضابط في جهة سيادية للارتباط بسيدة قضى معها عدة أشهر بأوراق مزيفة ضمن 6 سيدات ارتبطن به وأقمن معه علاقات زوجية وعاطفية.
المتهم من خلال اعترافه، بقيامه باستدراج المجني عليها إلى شقة مواجهة للشقة السابق دفن جثتي “زوجته، صديقه” بها وقام بخنقها ودفنها بملابسها بإحدى غرفها وأوهم أهليتها بهروبها والسفر خارج البلاد مع أحد الأشخاص للعمل بمجال التمثيل والإعلانات فلم يقوموا بتحرير محضر بغيابها، فضلا عن إزهاقه روح عاملة بمحل أدوات كهربائية “خاص بالمتهم” ومقيمة بالمنتزه بالإسكندرية، والمحرر عن غيابها محضر إداري، حيث اعترف المتهم بسابقة وعده لها بالزواج منها وتحصله منها على مبلغ 45 ألف جنيه قيمة بيع شقة ملكها، وبسبب إلحاحها في استعادة المبلغ أو إتمام الزواج بها استدرجها إلى مخزن “كائن بمنطقة العصافرة بالإسكندرية” بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ وخنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن.
شهادة شهود العيان
من بين شهود العيان الذين تم استجوابها وحملتها تحريات المباحث كان المدرس، الذي استأجر شقة من السفاح، وعاش فيها لأكثر من عام دون أن يدري أنه يعيش رفقة جثتين مدفونتين أسفل سريره وفي غرفة معيشته.
لو شك المدرس للحظة في أنه يتعايش في الشقة المستأجرة ويقطن رفقة ضحايا السفاح، لما تردد في المغادرة من فوره وإبلاغ أجهزة الأمن، بحسب ما جاء في أقواله أمام جهات التحقيق، مؤكدا عدم معرفته بأي من تلك الوقائع وأن تعامله مع المتهم تم بصورة طبيعية ولم يكن هناك ما يثير ريبته طيلة مدة بقائه في الشقة مسرح الجريمة.
رغم كل الجرائم التى ارتكبها سفاح بولاق الدكرور، إلا أنه تمكن من الحفاظ على هويته الجديدة المزيفة، حتى لا يتم اكتشاف أمر جرائمه السابقة، لكن جاءت الأمور بعكس ما يشتهي المتهم فبعد مرور 5 سنوات على مصرع ضحيته الأولى المهندس رضا، لم تيأس أسرة المجني عليه في البحث عن جثمانه الذي أخفاه المتهم في شقته مقبرة ضحاياه.
شقيق الضحية فاطمة يكشف تفاصيل مرعبة لـ أون مصر
وقال شقيق الضحية إن بداية الحكاية كانت عندما تقدم المدعو القذافي للزواج من شقيقته، وكان رد الأسرة وقتها بالرفض، ولكنه كان يتقدم مرة أخرى، وكان يلح عليهم من أجل الموافقة، وعندما لاحظوا إصراره وتمسكه بالزواج من شقيقته وافقوا.
وأضاف أنه خلال فترة خطوبته أذاع كذبًا بأنه تعرض لمحاولة سرقة، واكتشفوا بعدها أنه مذب عليهم بتلك الحيلة للتهرب من شراء شبكة لها، ووافقوا عليه.
وتابع: أخبرنا وقتها أنه كان متزوجًا من سيدة، وانفصل عنها، واكتشفنا بعد الزواج أنه لم ينفصل عن زوجته الأولى، وأن الأمر لم يتعد خلافًا بينهما، كما اكتشفنا أن قسيمة الزواج التي أحضرها لنا- على أساس أنها قسيمة طلاقه منها- كانت “قسيمة طلاق خاصة بزوجة ثالثة”.
وأوضح: بعدما علمنا أنه متزوج من سيدة أخرى، وأنجب منها؛ طلبنا منه التوقيع على إيصالات أمانة بتلك المبالغ التي طلبها، وطلبنا طلاقه من شقيقتي، كما تدخلت أسرته، واعتذر، وطلب فرصة ثانية، ووافقنا، كما طلب منا اقتراض مبالغ مالية؛ بحجة شراء محل تمليك، وعندما طلبنا منه عقد البيع وصحة التوقيع، أخذ في المماطلة، وبعدها اكتشفنا أنه يمر بفترة تدهور مالي، وكان ذلك في شهر يونيو عام 2016، قبل حادث اختفاء شقيقتي بـ45 يومًا.
الزوجة الحية لسفاح الجيزة تكشف المستور
الزوجة المخدوعة والناجية من القذافي سفاح الجيزة روت كواليس ما جرى معها، لافتة إلى أنه تغيب عنها بعد مرور عام من الزواج، ليتركها وسط علامات استفهام عديدة.
“فاطمة الزهراء” الشهيرة بـ”زهرة” كشفت أن المتهم المدعو القذافي فراج عبد العاطي كتب كتابه عليها في شهر مارس 2015، وتم الزفاف في شهر أغسطس من العام ذاته، موضحة أنه كان يشاهدها أثناء ذهابها وعودتها من الجامعة وتقدم لخطبتها ورفضته عدة مرات، ولكن بعض الأقارب توسطوا وأخبروها بالتزامه الديني وأخلاقه العالية “كانوا بيقولوا عليه شيخ”، ووافقت على الزواج منه في النهاية، لافتى إلى أنه تخرج في كلية الحقوق ولم يعمل بالمحاماة بل عمل بالتجارة والأعمال الحرة، موضحة أن لديه سلسلة مكتبات ومصنع للعب الأطفال.
وقالت إنه أثناء زواجها منه لم تكن على علم بعلاقته بصديقه رضا، والذي كان شريكه في المصنع وأنه أزهق روحه لاحقًا في أول لقاء بينهما بعد عودة الأخير من السعودية، موضحة أنها كانت تسمع بعض الأسماء التي يهاتفها ولم تعلم من هم، قائلة: كانوا مجموعة من الأشخاص من بعض الدول العربية، يطلبون منه تلبية بعض احتياجاتهم، وتنفيذ بعض الأعمال، وعندما تزوجت منه أخبرني أني الزوجة الوحيدة في حياته، ولم يسبق له الزواج بأخرى، ومعي قسيمة الزواج التي تثبت ذلك، وبطاقة تحقيق الشخصية الخاصة به مدون بها أنه أعزب، واكتشفت فيما بعد أنني الزوجة الرابعة.
وأوضحت أن زوجها تغيب عنها يوم 2016/10/9، وقبل هذا التاريخ كان يصر على إقامتها في منزل والدتها متعللًا بمرضها، وبعد تغيبه حررت محضر تغيب.
وعند سؤال فاطمة الزهراء عن سبب ترك السفاح لها على قيد الحياة أجابت بأنه لم يكن ليتركها على قيد الحياة لولا عناية الله فقد حاول مرات عديدة أن يسمها، ولكنها دائما ما كانت تذهب إلى المستشفى ويتم شفاؤها لسوء حظه، والأطباء لم يكتشفوا لمرة واحدة أن هذا تسمم، فتارة يشخصوه على أنه حمى النفاس وتاره أمراض نسائية، واكتشفت أن هذا تسمم بعدما أخبرها أحد الأشخاص الذي هاتفها ذات مرة، ولا تعلم من هو حتى الآن وقال لها: قذافي كان عاوز يسممك وهو دلوقتي متحفظ عليه ومش هيشوف الشمس تاني.
وتابعت: آخر مشهد كان يجمعها مع القذافي كان في وقت متأخر من الليل، جاءها اتصال هاتفي من إحدى السيدات اللاتي يقوم على خدمتهن، تخبره بضرورة حضوره وبصحبته أحد السباكين، فطلب منها انتظار السباك قبل أن يحضر لها، فرفضت وطلبت منه الحضور إلى شقتها وانتظار السباك هناك.
واستطردت: منذ ذلك الحين لم أر القذافي فحررت محضر تغيب له، ولم يتم الرد أو العثور عليه، وذهبت إلى شقة والدتي لأقيم فيها، فوصلتني إحدى الرسائل مكتوب فيها “لا تقلقي أنا راجع وأبقي بوسيلي نونة” فشعرت أن هذا ليس أسلوبه وأنه اختطف من قبل أحد الأشخاص، مرت أيام قليلة، وعدت إلى شقتي فوجدت مالك العقار يسكن فيها هو وزوجته ويرتديان ملابسي أنا والقذافي، وعندما استفهمت عن سبب وجودهما في شقتي التمليك، أخبراني أن قذافي لم يكن مالكًا لها، وكان قد زور بعض العقود لإثبات ملكيتها، فطلبت الأثاث فرفضا وقالا إنهما ملكهما، وكان القذافي قد اشتراه منهما فيما سبق، وحضر شقيقان للقذافي وساعدا مالك الشقة على إخراجها منها غصبا دون أي تعويض يذكر، وبعدها بعدة أيام، اتصل القذافي بي ووجدته يقول “هبعتلك 310 ألف اشتري شقة بـ300 واصرفي من الـ10 فردت عليه والدتي وشتمته وقالت له: فين الشقة القديمة، ما جعله يغلق الهاتف ولم يتصل بي بعدها.
وتابعت: الفلوس بتتعوض لكن الروح مبتتعوضش.. مين ينصب نفسه يكون وكيل عزرائيل في الأرض ويقبض الأرواح.