الشرق الأوسط- وكالات
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن الاستعدادات جارية لاجتياح رفح في جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا التحرك «سيستغرق بعض الوقت»، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».
وذكر نتنياهو في بيان أنه سيوافق قريبا على خطة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من مناطق القتال بعد أن منح الضوء الأخضر لخطط العمليات العسكرية في رفح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أن طائرات سلاحه الجوي قامت بتصفية خمسة مسؤولين بارزين من حركة «حماس» في رفح أول من أمس. وقامت الطائرات بعملياتها بناء على معلومات استخباراتية قدمها الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.
وقال الجيش إن هؤلاء النشطاء الذين قتلوا هم سيد قطب الخشاش وأسامة حمد زاهر ومحمد وعوض الملاحي، الذين كانوا رؤساء مكتب الطوارئ التابع لـ«حماس» في شمال وشرق رفح، كما تم قتل هادي أبو الرواس وهو مسؤول عمليات بالحركة.
البيت الأبيض يطرح خطة بديلة
وقال البيت الأبيض، أمس، إن فريقاً أميركياً وآخر إسرائيلياً سيجتمعان في واشنطن قريباً لبحث سبل بديلة لاستهداف عناصر حركة «حماس» وتأمين الحدود مع مصر دون القيام بعملية برية كبيرة في رفح.
وأضاف في بيان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن عبّر لرئيس الوزراء الإسرائيلي مجدداً عن قلقه العميق إزاء احتمال قيام إسرائيل بالعملية البرية في رفح.
أكدت مصادر سياسية أمريكية وإسرائيلية أن إدارة الرئيس جو بايدن، التي أدركت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواصل استخدام الألاعيب السياسية لإطالة وقت الحرب بواسطة عملية اجتياح رفح، قررت الرد عليه بطرح مشروع بديل أو أكثر، يمنع الاجتياح ويتيح في الوقت ذاته الاستمرار في ملاحقة «حماس»، ولكن من دون الحاجة إلى دخول رفح والتسبب في قتل جماعي للفلسطينيين هناك.
وبحسب موقع «واللا» الإخباري، فإن مسؤولَيْن أمريكيين اثنين على الأقل ومسؤولاً إسرائيلياً ثالثاً، كشفوا، اليوم (الأربعاء)، أن إدارة بايدن تدرس «عدة مشاريع وخطط تكون بديلة عن الخطة الإسرائيلية للتوغل البري في رفح»، وسوف تطرحها خلال لقاءات مع الوفد الإسرائيلي الذي قرر نتنياهو، إيفاده إلى البيت الأبيض، الأسبوع المقبل.
وكشف المسؤولان الأمريكيان أن بايدن طلب من نتنياهو، خلال محادثتهما الهاتفية، مساء الاثنين الماضي، أن يجري اللقاء في البيت الأبيض «في محاولة لمنع صدام مباشر بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب عملية عسكرية في رفح».
ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31923 والإصابات إلى 74096 منذ بدء العدوان
وأعلنت مصادر طبية، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31923، غالبيتهم من الأطفال، والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 74096 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 10 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 104 مواطنين، وإصابة 162 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.
مشاورات محتملة حول الاجتياح
وكان من المتوقَّع أن يرسل نتنياهو وفداً عسكرياً أمنياً إلى «البنتاجون» والبيت الأبيض ليشرح ويُقنِع بضرورة اجتياح رفح، بحيث يتحدث جنرالات إسرائيليون مع جنرالات أميركيين بشكل موضوعي ومهني ويتبادلون وجهات النظر.
لكن بايدن فوجئ، عندما نشر في تل أبيب أن نتنياهو لم يخبر قيادة الجيش بالأمر وسمعوا عنه من بيان البيت الأبيض، وكذلك عندما أعلن مكتب نتنياهو أنه قرر إرسال كلّ من وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، يرافقهما مسؤولون من الجيش والمخابرات. وعدّ الأميركيون هذا التصرف «فذلكة»، وردوا عليها بقرار توجيه دعوة إلى وزير الدفاع، يوآف غالانت، إلى واشنطن، في الأسبوع التالي، للتداول مع وزير الدفاع، لويد أوستين، وغيره من قادة «البنتاغون»، بشأن استمرار الحرب على قطاع غزة، بما في ذلك تأخير إرسال الذخيرة لإسرائيل من جهة، وموضوع اجتياح رفح من جهة ثانية.
جالانت توجه إلى نتنياهو طالباً موافقته، وبحسب القناة «11»، وافق نتنياهو، وقال إنه يفعل ذلك «لصالح استمرار القتال، وبناء على طلب الرئيس الأميركيّ، جو بايدن».
وشدّد بيان مكتبه على أن «نتنياهو أوضح أنه عازم على العمل في رفح من أجل القضاء نهائياً على ما تبقى من كتائب (حماس)، مع توفير الحلول الإنسانية للسكان المدنيين».
وأكدت مصادر إسرائيلية أن بايدن ونتنياهو وضعا، خلال محادثتهما، «خطوطاً حمراء» متناقضة بخصوص عملية عسكرية في رفح، دلت على عمق الخلافات بينهما. ووفقاً لموقع «واللا»، فإن إدارة بايدن تعارض اجتياح رفح، وتعتقد أنه ليس لدى إسرائيل خطة اجتياح قابلة للتنفيذ وتسمح بحماية النازحين المدنيين في المدينة. وبحسب المسؤولين الأمريكيين المذكورين، فإن البيت الأبيض أدرك أنه لا يكفي القول لإسرائيل إن الولايات المتحدة تعارض اجتياحاً بريا لرفح، وإنما ينبغي طرح أفكار لعمليات بديلة.
قال أحد المسؤولين: «التخوُّف هو أن تفشل المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى، وعندها ستتقدم إسرائيل نحو اجتياح رفح، وهذه ستكون نقطة انكسار في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل».