أوقفت جنوب إفريقيا، الأربعاء الماضي، رجلاً يبلغ من العمر 35 عامًا، غداة مقتل ثلاثة رهبان أقباط يحملون الجنسية المصرية، طعنًا في كنيستهم، بحسب ما أعلنت الشرطة، التي أكدت أن ملابسات القضية لم تتضح بعد، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي سرقة.
الرهبان الثلاثة الملحقين بكنيسة في كولينان، وهي بلدة تعدين صغيرة تقع على بعد 50 كيلومترًا شمال شرقي العاصمة بريتوريا، لقوا حتفهم الثلاثاء، تم العثور على ثلاثة قتلى بهم طعنات، بينما نجا شخص رابع تعرض للضرب بقضيب حديدي قبل أن يتمكن من الفرار والاختباء.
بدورها الكنيسة المصرية أعلنت مقتل 3 من الرهبان، وذلك بعد استهدافهم داخل دير القديس مرقس والقديس صموئيل بجنوب إفريقيا، وهم: الراهب القمص تكلا الصموئيلى وكيل إيبارشية جنوب إفريقيا وينتمي لـ قرية صدفا التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، والراهب يسطس آڤا ماركوس من قرية الحواتكة بمحافظة أسيوط، والراهب مينا آڤا ماركوس تابع لقرية دير النغاميش بسوهاج.
جنوب أفريقيا من أكثر الدول عنفًا في العالم
إلى هنا لم تنتهي مستجدات الحادث الغادر، فـ جنوب أفريقيا التي هي واحدة من أكثر الدول عنفًا في العالم ولم تسلم دور العبادة من الجرائم، سجلت ما يقرب من 84 جريمة قتل يوميًا في الفترة الممتدة بين أكتوبر إلى ديسمبر 2023، بحسب الشرطة.
طالب رهبنة وراء حادث مقتل الرهبان الثلاثة بجنوب إفريقيا
وفي تصريحات صحفية لـ مرافق الأب الراهب يسطس آفا ماركوس، حول المتهم بقتل الرهبان الثلاثة قال، إن مرتكب الجريمة البشعة “مصري وطالب رهبنة (أي إنه تحت الاختبار)”.
وأضاف مرافق الراهب الشهيد، أن القاتل من صعيد مصر ويدعى (س)، وعمره 35 عامًا، وهو من نفذ وحده عملية طعن الرهبان، وهو ما أشارت إليه جهات التحقيقات بعد توقيف المشتبه به.
وذكر المرافق، أن القاتل بعدما طعن الرهبان الثلاثة، ذبحهم دون فصل الرقبة، لافتًا إلى أنه كان كثير المشاكل مع الرهبان.
تجهيز مكان لدفن الشهداء الثلاثة بالدير
ويستعد دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون في الصحراء الغربية شمال محافظة المنيا، لتجهيز مكان لدفن الشهداء الثلاثة بالدير، مع استقبال عائلاتهم وأحبائهم.
فيما شهدت 3 مناطق بصعيد مصر وتحديدًا في محافظات أسيوط وسوهاج مراسم جنازة افتراضية، حيث تجمعت أسر الرهبان المصريين الثلاثة، الذين استشهدوا، الثلاثاء الماضي، بالدير القبطي جنوب إفريقيا، ليحضروا جنازة أبنائهم عبر شاشات المحطات الفضائية المسيحية، وعبر شاشات الهواتف المحمولة، لصفحات التواصل الاجتماعي لتلك المحطات.
ترأس صلوات الجنازة التي اقيمت بكاتدرائية القديسة السيدة العذراء والشهيد مارمرقس الرسول، في باركڤيو- چوهانسبرج بجنوب أفريقيا، الأنبا بولس، أسقف عام الكرازة بإفريقيا، والأنبا چوزيف، أسقف ناميبيا وتوابعها، والأب القس إليشع رزق، كاهن كنيسة القديس مارمرقس بواشنطن، بعد أن انابهم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، لحضور صلوات الجنازة.
ونعت الصفحات الرسمية لايبارشيات الأقباط الأرثوذكس في كافة ربوع مصر، الشهداء، وأذاعت المحطات الفضائية المسيحية مقتطفات من تسجيلات وصلوات للقمص تكلا الصموئيلي، وكيل إيبارشية جنوب إفريقيا.
وفى وقتٍ سابقٍ، أكد البابا أن سلطات جنوب إفريقيا تقوم بعملها بخصوص الحادث، وهو حادث إجرامي.
قوانين الكنيسة
وأوضحت مصادر كنسية أنه وفقًا لقوانين الكنيسة، فإن الراهب عندما يترهب في دير فهو يُعتبر ابن الدير، يعيش ويُدفن به عند وفاته، وأن القرار الأخير لقداسة البابا تواضروس، بنقل جثامينهم للصلاة عليهم ودفنهم في مصر يأتي تكريمًا لهم ورحمة بأسرهم في مصر، مؤكدة أن الكنيسة تنسق مع وزارة الخارجية والجهات المعنية لكشف ملابسات الحادث.
ذكر أسماء الرهبان الثلاثة
وحرصت الكنائس الارثوذكسية والأديرة القبطية على ذكر أسماء الرهبان الشهداء الثلاثة خلال قداسات الأحد في الجزء الخاص بالترحيم مع ذكر الراحل البابا شنودة الثالث في ذكراه الـ 12 لرحيله في 17 مارس عام 2012 .
فيما حرص السفير المصري بجنوب إفريقيا على التواصل مع الكنيسة في مقر الدير لتقديم واجب العزاء، وتأكيد متابعة السفارة الحثيثة لمجريات التحقيق بهدف الكشف عن ملابسات الحادث وهوية الجناة ومحاسبتهم، وفق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية في وقتٍ سابقٍ.