قال بشير عبدالفتاح، الباحث السياسي في الأهرام، إننا بصدد مشهد سياسي إسرائيلي داخلي سيريالي بكل المقاييس، فهناك حالة من الانقسام العمودي داخل النخبة السياسية الإسرائيلية جراء الاختلاف حول مسارات الحرب الجارية، وهي الخامسة على قطاع غزة، فضلا عن جدل كبير يكتنف اليوم التالي لهذه الحرب.
مقترح بايدن
وأضاف “عبد الفتاح”، خلال مداخلة ببرنامج “مطروح للنقاش”، المذاع على قناة “القاهرة الإخبارية”، وتقدمه الإعلامية إيمان الحويزي، أن الأمر ازداد تعقيدا بعد المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يخص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، حدث انقسام أيضا جديدا داخل النخبة الحاكمة في إسرائيل ومجلس الحرب، حول هذه المبادرة وإمكانية قبولها من عدمه.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي طرح مغريات مهمة، أبرزها أن تساعد إسرائيل في التطبيع مع المملكة العربية السعودية حال موافقتها على هذه المبادرة، وضمان الالتزام الأمريكي بالتفوق النوعي العسكري الإسرائيلي على محيطها الإقليمي، وبالتالي نحن أمام انقسام حقيقي وغياب للثقة ما بين الأطراف السياسية الفاعلة، خاصة أن التركة السياسية الحالية صعبة للغاية.
وفي سياق متصل قال بسام القواسمي، أستاذ القانون العام، إن ما يهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الحفاظ على حكومته، إذ إنه يريد الحفاظ على 61 صوتا في الكنيست الإسرائيلي من أصل 120 صوتا، لكن الحكومة الإسرائيلية تعيش في حالة تخبط لم يسبق لها أن عاشت هكذا حالة.
“نتنياهو” يمارس الكذب والخداع مع الجميع
وأوضح “القواسمي”، أنه على أرض الواقع “نتنياهو” يمارس الكذب والخداع مع الجميع، حيث يقول شيء للإدارة الأمريكية، ويقول شيء آخر لبن جفير وسموتريتش، ويقول للشعب الإسرائيلي كلام مختلف كليا، وبالتالي يمارس الخداع والكذب للحفاظ على منصبه والبقاء كرئيس للوزراء.
وتابع: “ما سيغير ذلك هو الضغط الداخلي والخارجي، فإذا كان هناك ضغط قوي وفي حالة تزايد من قبل المجتمع الإسرائيلي، باعتقادي سيؤثر على نتنياهو وسياسته وسيكون هناك صفقة لتبادل الأسرى ووقف الحرب، بجانب الضغط من قبل الإدارة الأمريكية والدول الحليفة لدولة الاحتلال”.