كتب أمير مسعد
بعد توقف 15 عاماً، عادت من جديد شركة النصر لتستكمل التاريخ الذي شيده عادل جزارين منذ أكثر من 60 عاماً على تأسيس شركة النصر لصناعة السيارات، والتي بدأت بقرار وزاري بتشكيل لجنة من وزارة الحربية آنذاك ووزارة الصناعة لإنتاج سيارات اللوري والأوتوبيسات، وتولت المهمة شركة “كلوكنو هبولدت دوتيز” والمعروفة حالياً باسم “دونير AG”.
وقع الاختيار على “جزارين” من قِبل وزير الصناعة عزيز صدقي ببناء مصانع للسيارات في وادي حوف والاشراف الفني على تلك المصانع، وفي عام 1959، وقعت تلك الشركة الألمانية الغربية العقد لتصنيع السيارات اللوري والأوتوبيسات في مصانع شركة النصر للسيارات، ولكن كانت تُعاني الشركة من خسائر كبيرة في تلك الفترة القصيرة وتم تأميمها بقرار رقم 913 في 23 مايو عام 1960 لتصبح شركة مصرية 100%، وتم إسنادها إلى “جزارين” بأمر من وزير الصناعة وقتها “عزيز صدقي” الذي اختار جزارين لتلك المهمة الصعبة، ليكون أول رئيس لشركة النصر المصرية للسيارات بعد تأميمها.
من هو عادل جزارين
ولد عادل جزارين في 20 مارس 1926 بالاسكندرية، وتخرج من جامعة الملك فاروق الأول بكلية الهندسة قسم الميكانيكا، وبعد تخرجه حصل على دعوة رسمية لتناول الشاي مع الملك فاروق وتم إرساله في بعثة علمية إلى سويسرا وذلك بعد ترتيبه الأول على دفعته في الجامعة.
تولى منصب المدير الفني في مصانع النصر للسيارات وبعد ذلك رئيساً لها في 1968 لينقذها من الإفلاس ويُسطر أو سطر في تاريخ صناعة السيارات الوطنية في النصر للسيارات، حيث رفع حجم أعمال الشركة من 6 مليون إلى 12 مليون و300 ألف عامل في جميع مصانع الشركة بعد أن افتتح مصانع أخرى داخل صرح وادي حوف لتصنيع مستلزمات الإنتاج وقطع الغيار.
عمل جزارين والمعروف بشيخ الصنايعية وأبو الصناعة في مصر، طوال فترة تواجده بالشركة على تحسين جودة السيارات التي كانت تنتجها الشركة مثل فيات 128 و127 والـ110 وغيرهم من السيارات التي حققت مبيعات كبيرة ومكاسب ضخمة للشركة، ولكن في 2006 تم تصفية الشركة بعد وصول مديونيات وصلت إلى مليار جنيه مصري.
ولكنها عادت مرة أخرى في الإنتاج عام 2013 بشكل جزئي وتوقفت تماماً في عام 2015، وفي عام 2022 وإصرار الرئيس عبدالفتاح السيسي على توطين صناعة السيارات وإعادة حلم السيارة المصرية التي تحمل شعار “بكل فخر صنع في مصر” تم دمجها مع الشركة الهندسية لصناعة السيارات.
افتتاح شركة النصر للسيارات
وفي صباح يوم السبت الموافق 16 نوفمبر 2024، قام رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بافتتاح شركة النصر للسيارات مرة أخرى مع إعلانه عن إنتاج أول أتوبيس يحمل شعار الشركة بعد توقف دام 15 عاماً مع الوصول إلى نسبة مكون محلي 100% في عام 2027 وبداية إنتاج سيارات الركوب بداية من مايو القادم بإنتاج 20 ألف سيارة سنوياً بمعدل سيارة كل 6 دقائق بحسب تصريحات المهندس خالد شديد رئيس مجلس إدارة شركة النصر للسيارات في مؤتمر الافتتاح.
وذلك بعد إصرار السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي على توطين صناعة السيارات في مصر لتكون قلعة صناعة السيارات في المنطقة العربية وأفريقيا، مع اهتمامه بتصنيع سيارات كهربائية لتشجيع الطاقة النظيفة مع بداية تصنيعها خلال الفترة المقبلة بداية من مايو 2025، وستبدأ شركة النصر بتركيب خطوط الانتاج الجديدة للسيارات الملاكي البنزين والكهربائية خلال الأيام القادمة والتي تُكلف 20 مليون دولار تم شرائها من الخارج بتمويل مصري 100%
إنتاج سيارة كل 6 دقائق
وأكد “شديد” خلال مؤتمر الإعلان عن شركة النصر لصناعة السيارات أن الشركة ستبدأ إنتاج 3 سيارات بنزين وكهرباء في مايو 2025 مع طاقة إنتاجية 20 ألف سيارة سنوياً، كما صرح أن الشركة ستعمل بنظام الوردية مع إنتاج سيارة كل 6 دقائق، بخلاف الأوتوبيسات والبطاريات الكهربائية للأتوبيسات التي يتم تصنيعها حالياً في مصانع شركة النصر للسيارات بشراكة إماراتية ماليزية، ومن المتوقع الإعلان خلال الفترة المقبلة عن السيارات الملاكي التي سيتم إنتاجها في مصانع شركة النصر للسيارات ومنهم سيارة كهربائية، لتؤكد نجاح الإرادة السياسية في توطين صناعة السيارات المصرية.