دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الخميس، إلى عقد مؤتمر للسلام بشأن الحرب في غزة، وذلك في كلمة ألقاها أمام الزعماء العرب في منتدى يهدف إلى تعزيز العلاقات مع المنطقة.
يستضيف شي هذا الأسبوع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعديد من القادة العرب الآخرين.
وقد وضعت الصين نفسها كلاعب أكثر حيادية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من منافستها الولايات المتحدة، حيث دعت إلى حل الدولتين مع الحفاظ أيضًا على علاقات جيدة مع إسرائيل.
أشارت الصين إلى الشرق الأوسط باعتباره عقدة رئيسية في مبادرة الحزام والطريق للبنية التحتية، وهي ركيزة أساسية لمحاولة شي لتوسيع نفوذ بلاده في الخارج.
وفي كلمته أمام المندوبين، أعرب شي يوم الخميس عن دعمه لعقد مؤتمر سلام “واسع القاعدة” لحل الصراع في غزة.
وقال شي إن “الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية، لكن الحرب لا تزال مشتعلة فيها”.
وأضاف “لا ينبغي أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية. ويجب ألا تغيب العدالة إلى الأبد”.
فرصة ذهبية
وقد دعت الصين منذ عقود إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأشاد شي يوم الخميس “بإحساسه العميق بالتقارب” مع العالم العربي.
وقال “إن الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم”.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن 21 دولة عربية وقعت اتفاقيات تعاون مع بكين كجزء من مبادرة الحزام والطريق.
وقال شي، بحسب قراءة وزارة الخارجية لخطابه: “ستعمل الصين على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجال النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن السوق”.
وأضاف أن “الصين مستعدة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الطاقة الجديدة وإنتاج المعدات”.
الصين تعمل وسيطا بين السعودية وإيران
وعملت الصين على وضع نفسها كوسيط في المنطقة، حيث توسطت العام الماضي في انفراج بين المملكة العربية السعودية وعدوتها القديمة إيران.
وفي الشهر الماضي استضافت حركتي حماس وفتح الشهر الماضي لإجراء “محادثات متعمقة وصريحة بشأن تعزيز المصالحة بين الفلسطينيين”.
ويقول محللون إن الصين تسعى إلى الاستفادة من الحرب في غزة لتعزيز مكانتها في المنطقة، وتأطير جهودها لإنهاء هذا الصراع في مواجهة التقاعس الأمريكي الواضح.
وقال كاميل لونس الزميل السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لوكالة فرانس برس إن “بكين تعتبر الصراع الدائر فرصة ذهبية لانتقاد معايير الغرب المزدوجة على الساحة الدولية والدعوة إلى نظام عالمي بديل”.
وأضافت: “عند الحديث عن الحرب في غزة، فإنه يتحدث… إلى جمهور أوسع، ويضع الصراع حول المعارضة بين الغرب والجنوب العالمي”.