عندما دقت عقارب الساعة لتعلن العاشرة مساء في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بالمملكة العربية السعودية، كان الجميع ينتظر خروج قلوب مكلومة على فراق الأحبة.
ولكنها مستبشرة في وجه الله تعالى بعد صبرهم وإيمانهم بقضاء المولى عزوجل، أن ينالوا رضا الله وغفرانه بعد تضحية فلذات أكبادهم، أو شركاء رحلتهم في الحياة بأرواحهم، فداء لأمن واستقرار مصر.
أسر شهداء الشرطة من الأراضي المقدسة
وجاءت اللحظة المنتظرة للحضور، وهي وصول بعثة أسر شهداء الشرطة الأبطال إلى الأراضي المقدسة، حيث كان في انتظارهم اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية رئيس بعثة الحج الرسمية الذي صاحبهم إلى فندق إقامتهم بمكة المكرمة.
وتم استقبالهم بالورود والأناشيد الدينية علاوة على قيام مسئولي الفندق بإعداد تورتة كبيرة عليها علمي مصر والسعودية تأكيدا على العلاقات القوية والمتينة والتي تربط البلدين الشقيقين من جانب وتقديرا لأسر شهداء الشرطة من جانب آخر.
وفور خروجهم من المطار بملابس الإحرام البيضاء، تبدلت مشاعرهم من الحزن والألم إلى الشوق واللهفة لزيارة بيت الله الحرام وأداء شعائر العمرة إيذاناً من الله تعالى ببدء مناسك الحج والفوز بأكبر جائزة، وهي محو الذنوب والخطايا والعودة إلى الدنيا كيوم ولادتهم، وكذلك تطييب قلوبهم ومنحهم المزيد والمزيد من الصبر على فراق أحبتهم شهداء الواجب المقدس.
وأعرب أسر شهداء الشرطة الأبطال فور وصولهم عن فرحتهم بالمنحة الإلهية التي منحهم الله إياها بحج البيت العتيق من خلال الرحلة التي قدمتها لهم وزارة الداخلية، هدية إيمانية لأسر شهدائها نظير ما قدموه من بطولات سطروا بها أسماءهم بأحرف من ذهب فى سجلات الواجب والشرف.
وأكدوا أن الرعاية التي يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي لأسر شهداء الشرطة تثلج صدورهم وتؤكد أن الدولة المصرية تثمن تضحيات أبنائها.
وأشادوا بالخدمات والرعاية الشاملة التي توليها وزارة الداخلية لأسر شهداء الشرطة، مؤكدين أن الوزارة لا تألو جهداً في العمل على خدمتهم وراحتهم وليس هناك دليل أكثر من هذه الرحلة الايمانية التي يحلم بها الجميع.
وأعرب أسر شهداء الشرطة عن فخرهم واعتزازهم بتضحيات وبطولات أزواجهم وفلذات أكبادهم فى سبيل تحقيق أمن الوطن التي لن ينساها التاريخ..مؤكدين استعدادهم لتقديم المزيد من الشهداء من أجل أمن واستقرار الوطن.
ومن جانبه، أكد اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية رئيس بعثة الحج الرسمية أن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وجه بتقديم كافة أوجه التسهيلات لأسر شهداء الشرطة منذ لحظة مغادرتهم أرض الوطن، مرورا بوصولهم الى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج وحتى عودتهم سالمين غانمين إلى أرض الوطن.
وشدد على أن التاريخ لن ينسى بطولات وتضحيات شهداء الشرطة، الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق رسالتهم المقدسة، مؤكدا أن تضحياتهم الغالية وبطولاتهم، لن تزيد زملاءهم إلا قوة واصرارا على بذل الغالي والنفيس لتحقيق أمن الوطن والحفاظ على مقدراته.