حوار أجراه الصحفي محمد عبد الرحمن، مع القيادي بتيار المستقبل وأحد مؤسسي منصة نداء الوسط، معمر موسى الذي عُرف بآرائه الواضحة وتصريحاته المباشرة.
ونتناول في هذا الحوار، عددا من المواضيع المهمة.. فإلى ما حمله النص..
السيد معمر من قبل 15 أبريل تشاكست القوى السياسية فيما بينها وأنتجت أزمة سياسية غير مسبوقة.. هل من الممكن ربط فشل النخب السياسية بقيام هذه الحرب واستمرارها إلى الآن؟
هي نتاج لعوامل وأسباب وأزمات كثيرة، بالضرورة فشل القوى السياسية في إدارة المشاكل والأزمات واحد من أسباب الحرب لكن لا يمكن ردها لعامل واحد، هناك إشكال أمني يتعلق بالتركيبة الأمنية للبلاد والتأثيرات الخارجية والإقليمية، والتدخل الإقليمي الكثيف في السودان والدولي كذلك.
فضلا عن مشاريع إعادة هندسة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، كل هذه الملفات ألقت بظلالها على السودان.
ترى بعض القوى السياسية أنه من المستحيل حسم هذه المعركة عسكريا وأن التفاوض هو الحل الأفضل والأسرع.. هل توافق هذا الرأي؟
التفاوض محتاج لقدر من التوازن العسكري والتوازن على الأرض، لا يمكن الذهاب للتفاوض وأنت متراجع ميدانياً أما مسألة استحالة الحسم العسكري هذه مسألة في حكم الغيب.
انتشار الدعم السريع وسيطرته على مناطق كثيرة جداً في السودان أي تفاوض الآن ما هو الا اعتراف سياسي بالدعم السريع وإعطائه الشرعية للإبقاء على مناطق سيطرته، وبالتالي لا يمكن الانخراط في عملية تفاوضية في ظل انتشار الدعم السريع وتقدمه وإصراره على نقل الحرب إلى مناطق جديدة وعلى مزيد من التحركات العسكرية.
تتهم بعض القوى أن دعم الإسلاميين للجيش هو محاولة لضمان وجودهم في المشهد السياسي في اليوم التالي للحرب.. ما هو تعليقك علي هذا الاتهام؟
الاسلاميون حركة سياسية وقوى اجتماعية فاعلة ومؤثرة ومتجذرة في السودان وحرب 15 أبريل تستهدف قوى مختلفة من ضمنها الإسلاميين باعتبارهم واحدا من العناصر المشكلة للوطنية والمقاومة في السودان، فمن الطبيعي أن يصطف الإسلاميون مع الجيش ومن الطبيعي أن يكون لهم تطلعات سياسية سلطوية بحكم أنهم تنظيم مؤثر.
4 هل يمكن استيعاب قوات الدعم السريع في دولاب الدولة بأي شكل مستقبلا حال توقيع اتفاق؟
بالطبع لا يمكن استيعابها نهائيا، ولا يمكن التعامل معها بأي شكل من الأشكال.
كيف تنظرون لـ “تقدم” وهل يمكن العمل معها في مناخ سياسي واحد في المستقبل؟
بالإمكان التعامل مع “تقدم” إذا تراجعت عن خدمة أجندتها الاستعمارية الإقليمية والدولية، والتوقف عن لعب دور الحاضنة السياسية ووحدة الدعاية الإعلامية والنفسية للدعم السريع.
نداء الوسط منصة اهتمت بالجانب الإنساني في المقام الأول ثم اهتمت كذلك بالجانب العسكري.. هل يمكن إعطاء بيانات كافية عند عدد المقاتلين المنخرطين ونوعية التسليح وكيفية الانضمام؟
لا أستطيع.. ولكنه عدد كبير جدا، وهناك استجابة ممتازة من الشباب وندعو المزيد من الشباب للانضمام لأهمية المعركة.
نداء الوسط يدعو لحمل المواطنين للسلاح بشكل واضح ويصف كل من يقف ضد تسليح المواطنين بأنه شريك في جرائم ترتكب ضدهم.. ألا يمكن اعتبار ذلك تبرير للدعم السريع لاقتحام المناطق الآمنة بحجة وجود مسلحين فيها؟
نحن لا ندعو لحمل المواطنين السلاح، بل ندعو لانضمام الشباب الحاملين السلاح للمعسكرات، والتحول لقوة منظمة مرتبة ومسلحة وتمتلك عربات قتالية وأسلحة.
ما هو رأيك في عدم تشكيل حكومة حتى الآن سيد معمر؟
أمر معيب وخلق حالة من التداخل الكثيف ما بين ما هو سياسي وعسكري، وخلق حالة اضطراب في الخدمة المدنية وشغل الجنرالات بما هو سياسي واقتصادي ولذلك هناك ضرورة لإنشاء حكومة حرب.
كما ذكرت انت في بداية الحوار أن من مسببات هذه الحرب التدخلات الخارجية ومازالت هذه التدخلات مستمرة.. ما هي رسالتك للجهات التي تدعم هذه الحرب وكيف يمكن التعامل معها الآن ومستقبلا؟
السودان سينهض كما نهض من قبل منذ تجاربنا الأولى في مقاومة حركة الاستعمار من المهدية والثورات الوطنية المختلفة وثورة 1924 واستطاع السودان لفترات طويلة وتجارب متكررة أن يتصدى لأي مؤامرة خارجية وفي النهاية سينهض السودان وينتصر وسيظل السودان بموقعه الاستراتيجي وموارده المهولة هدفا لصداقة العشرات، ولن ننسى من تربص بنا وحاول تفكيك دولتنا.
سؤالي الأخير.. كيف تنظر لمستقبل السودان وهل يمكن أن يظل موحدا أم أن هذه الحرب ستكون بداية انقسام لجغرافية السودان؟
الحرب خلقت وحدة بين مكونات كانت لفترة طويلة في تنافر صراع اجتماعي بينها، وصنعت وحدة هدف ووحدة عدو ووحدة مصير مشترك، وربما تطرأ طوارئ لتنظيم البلاد إداريا وأمنياـ ولكن سيظل السودان موحد بإذن الله.