محمد الجداوي – تقرير
فيما يبدو أن ظهور “تكوين” لم يخفي ورائه كثيرًا الأهداف المرجوة من هذا الكيان الجديد، الذي أثار الجدل على كافة المستويات منذ إعلان تأسيسه، فلغة التراشق كانت السمة الرئيسية في مستهل منهج المؤيدين والمعارضين للفكرة.
وبين التنظير والمناظرات أعلن الإعلامي عمرو أديب، الإعداد لإجراء مناظرة بين الشيخ عبدالله رشدي باحث الدعوة بوزارة الأوقاف، والباحث إسلام بحيري عضو مجلس أمناء مبادرة “تكوين”، عبر برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي” مصر.
ترحيب عبدالله رشدي بالمناظرة
وكتب الشيخ عبدالله رشدي عبر صفحته على موقع “إكس”: “طرح الإعلامي عمرو أديب اسمي لإجراء حوار بيني وبين تكوين، وأبدى إسلام بحيري استعدادَه، وأنا أيضًا مُستَعِدٌّ متى حُدِّدَ الوقتُ لذلك إن شاء الله”.
ورد الإعلامي عمرو أديب على منشور عبدالله رشدي قائلاً: “أهلا وسهلا بحضرتك، سنقوم بالإعداد الجيد لهذه الجلسة ونحدد موعدها قريبًا”.
رفض يوسف زيدان
وفي تعقيب سريع من المفكر المصري والروائي الدكتور يوسف زيدان، قال إن مثل هذه المناظرات تصرف الأنظار عن أهداف مؤسسة «تكوين» التثقيفية، مؤكدًا على رفضه إقامة مناظرة بين الباحث إسلام البحيري والداعية الإسلامي الشيخ عبدالله رشدي.
وفي وقتٍ سابقٍ، قد أعلن زيدان عبر حسابه في فيسبوك أنه “ليس من مهام مؤسسة (تكوين) عقد المناظرات بين المتخاصمين، ولا المواجهات بين المتخالفين”.
وبين مؤسس تكوين، بأنه ثبت بالتجربة عدم الجدوى من الجدال الديني، لافتًا إلى عدم إقامة أي مناظرات أو مواجهات بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي عن مؤسسة “تكوين”.
تهديد يوسف زيدان بالانسحاب من تكوين
لم يتوقف الأمر عند هذها التعقيب الخاص بمسألة المناظرة بين بحيري ورشدي، ولكن امتد الأمر تهديد صاحب رواية “عزازيل” بالانسحاب من عضوية مجلس أمناء المؤسسة وقطع صلته بها إذا أُقيمت هذه المناظرة المعلن عنها لأي سببٍ كان، مستشهدًا بقول: “إن الهدف الأساسي لمؤسسة تكوين المعلن عنه مرارًا وتكرارًا هو الارتقاء بالمستوي الثقافي العام في مصر والبلاد العربية، وبذل الجهد من أجل ترسيخ العقلانية والتفكير المنطقي، سعيًا إلى التثقيف”، وفق قوله.
وفي وقتٍ سابقٍ، قال الكاتب يوسف زيدان، إن الإعلان عن انطلاق النشاط الثقافي والفكري والفني لمؤسسة تكوين، كشف عن كثير من الأمراض الاجتماعية والعِلل العقلية التي يعاني منها الوجدان المصري والعربي المعاصر.
طلب إحاطة عاجل ضد تكوين
فيما تقدّم النائب هشام الجاهل عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه لمجلس الوزراء ومشيخة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، بسبب هؤلاء الأشخاص الذين يعملون تدمير المجتمع ويستهدفون الشباب من عمر 18 لـ 35 سنة، وفق قوله.
26 مايو نظر دعوى إلغاء ترخيص تكوين
قضائيًا حدد المستشار أحمد عبود رئيس محكمة القضاء الإداري ورئيس الدائرة الأولى، جلسة مستعجلة لنظر الدعوى لإلغاء الترخيص الصادر من وزيرة التضامن بإنشاء مركز تكوين.
وقال المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق، إن القضاء الإداري حدد جلسة 26 مايو الجاري لنظر الدعوى.
بيان تكوين حول مناظرة بحيري ورشدي
في السياق ذاته، أصدرت مؤسسة “تكوين”، بيانًا رسميًا، بشأن ما ورد في الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية حول إجراء مناظرات بين ممثلي تكوين وأشخاص من تيارات معارضة.
وقالت المؤسسة، في بيانها، اليوم الثلاثاء، إن ما ورد في الصحافة في اليومين السابقين حول إجراء مناظرات بين ممثلي تكوين وأشخاص من تيارات معارضة لا أساس له من الصحة.
وأضافت: لن تقوم أي مناظرة باسم المؤسسة، وذلك لأن المناظرات لا تندرج ضمن الأدوات التي نستخدمها لتحقيق أهداف المؤسسة.
وتابعت: نؤكد مرة أخرى أن المؤسسة ليست في حالة صدام مع الدين الإسلامي أو أي ديانات أخرى، وموضوع الخطاب الديني ليس العمود الأساسي للمؤسسة وإنما الفكر العربي وتجديده، وبالتالي هذا ليس في صميم أهدافنا.
وأشارت إلى أنها ليست ضد المناظرة مع أي من الأسماء التي طرحت، ولكنها مع الحوار حول المفاهيم والأفكار التي تطرحها المؤسسة، والحوار مفتوح أمام الجميع، ولكن حول المواضيع التي تحددها المؤسسة وباستخدام الأدوات التي يوافق عليها مجلس الأمناء.
واختتمت المؤسسة بيانها، قائلة: نحن فضاء معرفي وتفكيري وليس ساحة للقتال أو إقصاء الآخر، وعليه نرجو من الصحفيين عدم إجراء أي مناظرات باسم مؤسسة تكوين.
إثارة الفتنة وزعزعة العقيدة
وبحسب رواد التواصل الاجتماعي وبعض المعارضين لفكرة إنشاء تكوين، لافتين إلى أن القصد الخفي من وراء ذلك هو إثارة الفتنة بين أطياف الشعب المصرى وتفكيكه، ومحاولة زعزعة عقيدته الدينية الوسطية الراسخة منذ فجر الإسلام، ولا يصح السماح لهؤلاء ببث تلك الفتاوى المضللة التى تستهدف الشباب إلى التشكيك فى صحيح الدين.
ويضم مجلس أمناء المؤسسة رموز من المشهد الثقافي المصري تدفع باتجاه تجديد الخطاب الديني من بينها الروائي يوسف زيدان والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى والباحث إسلام البحيري.